قبل عَقْدٍ من الزمان كانت شواطُئنا مَرْتَعاً للنفايات ، ونموذجاً للإهمال ، رُفِعَ التحدي وأُعْلِنَ الرهان ، وتبدَّلَ الحالُ غير الحال ، فصرتَ ترتادُ الشاطئ فتَرُوعُكَ نظافتُه ، وتُعَلِّمُكَ معنى أن تجد الشاطئ نظيفاً وتحرصَ عليه دَوْماً كذلك. وكان حفلُ تاسع نونبر الذي ترأسته سموُّ الأميرة للا حسناء إيذاناً بانصرامِ عَشْرِ سنوات على انطلاق مبادرةِ مؤسسةِ محمد السادس لحماية البيئة ، ولم يعد ثمة فائزٌ وفائزان ، ولكن تعددتِ الجوائزُ وتعددتِ الأعلام . واقعُ المُدن : وأذكى ذلك الحماسَ في نفوسنا ، وأثار الغيرة عندنا على مدننا ..فهي مُبْرِزَةٌ لنفاياتها ، مُلَوِّثَة لأجوائها ، مُهْدِرَة لمياهها ، مُغتالَة لأشجارها ، مُكتظة بعرباتها ، مزعجة بأبواقها ، والحالُ أن بمُكْنتها أن تُغيِّرَ حالها ، وتَنْضُوَ عنها رداءَها لتتسَرْبَلَ بكل ما هو قشيب ونظيف ، وتراهنَ على كل ما هو واقٍ للبيئة ؛ مُؤهِّلٌ للفوز بلواءٍ أخضر . لواءٌ أخضر ومدينة خضراء : ومتى أُطْلِقَ الرهان ، ورُفِعَ التحدي بات على كل مدينة أن تتجاوز ذاتها ، وتصحح أخطاءها ، وتنافس غيرها ، لتكون الفائزة بقصب السبق ، والمؤهلة لنيل اللواء الأخضر ، ليتم الإعلان عنها " مدينة خضراء ". فهذه ستوكهولم تُنافِسُ كوبنهاكن ، ومُدُنٌ أخرى تنافسُهما ؛ من أجل نقلٍ عمومي يُلْهيك عن نقلٍ خصوصي ، ودراجةٍ تُغنيك عن عربة ، ونفايةٍ تُفْرَزُ وتُطْمَر، تُنقَلُ وتُدَوَّر ، فلا يُرَى لها أثر ، ولا يَنْجُمُ عنها ضرر ، وهذه أزهارٌ تُشِعُّ من كل مكان ، وأشجارٌ تملأ كل حديقة وميدان . صُوَرٌ تَتْرَى ، ومبادراتٌ تتلاحق ، وتَسابُقٌ مَحْمُودٌ نحو منافسةِ الغير وتجاوزِ الذات ، ومُراكمةِ الخبرات ، وتصحيح الأخطاء. وعندنا في مدينتنا المغربية ، كُلُّ التحولاتِ ممكنة ، يكفي أن تكون هناك رِيَادَةٌ وإرادة جماعية . والريادة متوفرة ؛ نجدها في مَلِكٍ دعا في خطاب العرش لسنة 2009 إلى" ميثاق وطني للبيئة " ، ومؤسسةٍ راهنت على شاطئ يحمل لواءً أزرق ، وبمُكْنتِها أن تراهنَ على مدينة تحمل لواءً أخضر. هي منذ عَقْد لم تنتقد تربية ، ولم تنتظرْ تأهيلاً ، ولكنها أطلقت الرهان وجعلت من المبادرة صانعة التغيير ومؤهلة الإنسان .َ دعوة وأمل : إذن هي دعوة صادقة نَرْفعُها ، وأملٌ كبيرٌ نعقده على مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة من أجل الإعلان عن التنافس بين المدن لنيل اللواء الأخضر مثلما أعلنت من قبلُ عن التنافس بين الشواطئ لنيل اللواء الأزرق . وسيكون على الجماعات أَوَّلاً وكُلِّ المؤسسات العمومية والخصوصية ، وسائرِ شرائحِ المجتمع المدني ثانياً أن تنخرط في حَكَامةٍ محلية وتعبئةٍ شاملة ٍ لِكَسْبِ الرهانِ ورِبْحِ اللواء. ومتى أعلنت المدينة اختيارها ، وأذكت التنافس بين مؤسساتها وأحيائها ،فإنها لا محالة رابحة ِرهانَها . (*) رئيس المنتدى الجهوي للمبادرات البيئية بفاس بولمان عندما.. وليد عبد الرحيم عندما تقصد وكالة الشغل بحثا عن عمل، تجد أن لائحة الفرص المعلقة هناك لم تعرف تغييرا مند أشهر و أن إجازتك في الإقتصاد لا تسمح لك إلا بحراسة الآخرين. حينها تتدكر محسوبية الإدارة. عندما تدهب لمقابلة عمل متفائلا بأن فرصة العمر أتت و أنك ستفعل المستحيل لكسب المقعد الشاغر، تصطدم في قاعة الانتظار بجحافل من البشر جائوا لنفس الغرض و ربما بأمل أكبر. حينها تتدكر جهود الدولة. عندما تبدي جدارتك المهنية و ترضى بالأجر الحقير ثم يعدونك باتصالهم القريب فإنك لا محالة تندم على الوقت الدي ضيعته و على المال الدي أنفقته. حينها تتدكر مدرجات الكلية. عندما تسعى إلى إنشاء مقاولتك الخاصة ويبادرونك بالسؤال عن الضمانات المادية دون مبالاة لجدوى الأفكار، تتأكد أن الحلم حلم و لا علاقة له بالواقع. حينها تتدكر رأسمالية الوزارة. عندما تفترش الأرض بسوق الكلب محترفا التجارة ومنتظرا أول الفرج، تفاجئك القدرة الشرائية شبه المنعدمة فتتمنى فقط أن تسترجع المال الدي اقترضته. حينها تتدكر سيل الزُبَى. وعندما تتابع نشرة الأخبار، تشاهد الأوراش الكبرى و تستمع للتصريحات الحكومية فإنك حتما ستحس بغصة خانقة في الحلق. حينها فقط تتدكر أنك تعيش ببلد إسمه المغرب.