بالرباط، سينعقد اليوم، الجمع العام العادي للجمعية المغربية للصحافة الرياضية. هذه المؤسسة التي كانت تستحق الوقوف حولها وقوفاً مهنياً وحضارياً وأخلاقياً بمناسبة هذه المحطة القانونية، نظراً لقيمتها التاريخية المتمثلة في أسباب النشوء والنزول وهي الأسباب التي اندرجت في معركة تحرير الاعلام الوطني من لوبيات الاستعمار التي بقيت بعض جذورها مختبئة إلى أن فجرتها ثورة التحرير عبر معارك قضائية مع صحافة ماص سيئة الذكر، هذا التاريخ منسي اليوم و لا يعرفه ويملك أسراره إلا الرواد الذين أترك للمجتمعين اليوم حصافة ونزاهة استحضارهم، سواء الذين ودعونا الى دار البقاء أو الذين يعانون في صمت من وطأة الأمراض العمرية أو الذين مايزالون يسرجون خيولهم في معركة الاستمرار. لا أحد ينكر على مؤسسة الجمعية المغربية للصحافة الرياضية عطالتها في تدبير مسارها منذ أن انتخب مكتبها الحالي في الدارالبيضاء إلى اليوم. واقع المؤسسة يحتاج لمعالجته إلى الصمت، لأنك وأنت تفتح ملف المنجزات لا تجد إلا الصمت والفراغ والحياد وهي صفات الموت. ويمكن أن نُطْنِبَ في استطراد صفات الإعاقة والجمود، لكن أية جدوى من ذلك؟ هناك مدخل ومخرج إلى فك طلاسم هذا العفريت المعتقل في قمقم المسؤولين الاداريين عن هذه الجمعية مركزياً وجهوياً. المدخل هو التحلي بالنزاهة وثقافة الاعتراف بالخلل وصلابة النقد الذاتي، و ذلك بحجب التقريرين الأدبي والمالي. والمخرج هو تحويل الجمع الى جمع عام استثنائي لمراجعة العديد من النصوص التي يتضمنها قانون جامد لم يتأثر بالمتغيرات التشريعية التي واكبت ومنذ قرابة نصف قرن من الزمان، الحياة العامة لوطننا العزيز ولديناميكيته المجتمعية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وإعلامياً، في إطار التفاعلات القارية والدولية. وبعد الخروج نحو هذا التوجه، يبقى على المسؤولين الجدد أن يتنافسوا على كراسي المسؤولية، لكن على أساس برامج حداثية »تلعب« دوراً ريادياً ضمن فعاليات المجتمع المدني المغربي وتتحمل مسؤولياتها مهنياً في تكوين الإعلاميين وتحصين المكاسب المهنية والشروط المثلى للعمل الإعلامي في مراكز الخبر والمنشآت الرياضية والحرص على ضمان مكانة نموذجية في المحافل الدولية والقارية والعربية... واتخاذ المبادرات في المجالات الثقافية/ الإعلامية وتحديد محطات طريق وأجندات للاحتفاء بالمنجزات والرواد حتى لا تنفصم الصلة بين البناة والأعضاء مركزياً وجهوياً... والانخراط في المفهوم النقابي/ الحقوقي والصحي للشغيلة الصحفية الرياضية غير المهيكلة ثم الاندماج في ثقافة الدمقرطة والحكامة في سياق ما تصبو إليه بلادنا من تنمية وتقدم وازدهار. وفي انتظار ذلك، أشكر المشرفين على عقد الجمع العام على تفضلهم وتكرمهم بعدم دعوتي أنا وزمرة المؤسسين لحضور حفل افتتاح الجمع العام، كما دأبت على ذلك تقاليد المؤسسات الوطنية التي تحترم نفسها.