تنطلق بعد أيام قليلة القناة التلفزية الأمازيغية ، وكان المغرب قد أطلق قبل أسابيع قناة أخرى أطلق عليها اسم الإخبارية، وهي قنوات، وفق المسؤولين عن الإعلام في بلادنا، جاءت ل«تعزز المشهد الإعلامي الوطني» و«القطب العمومي» الذي يفتخر أصحاب السعادة والنشاط أنه يضم أكبر عدد من القنوات التلفزية، مقارنة مع باقي دول المنطقة . وبهذا الإنجاز «التاريخي» يحق لفيصل العرايشي، الحاكم العام للقطب العمومي، أن يفخر أمام أعضاء الحكومة بأنه حقق ما لم يحققه مسؤول قبله، ويحق لأعضاء حكومتنا الموقرة ، والوزير المسؤول عن القطاع، خالد الناصري، أن يهنأ بثمرات هذا الجهد المضني وما وصله إعلامنا السمعي البصري من مستوى عالمي حتى لو كان للزايدي رأي آخر. لكن ما لا يستطيعه، لا الناصري ولا العرايشي، ولا باقي المسؤولين « القطبيين»، هو إقناعنا ، نحن «الشعب المغربي الشقيق» بأن إعلامنا السمعي البصري في مستوى تطلعاتنا أو على الأقل في مستوى ما حققته بعض الدول القريبة منا. ولعل مسؤولينا يجودون علينا بجواب عن سؤال مقلق: لماذا هذا «الحماس» الزائد لدى القطب العمومي في خلق مزيد من القنوات لا تقدم ولا تعمر ثقوبنا المعرفية؟ ولماذا هذا النزوع إلى الهيمنة وابتلاع كل شيء؟ من قناة عين السبع إلى ميدي 1 سات، في حين لا يزال المغرب يصر على عدم السماح بخلق قنوات خاصة على غرار ما يجري في بلاد الله الواسعة، ولا بخلق قنوات جهوية . لماذا هذا الإصرار العجيب على خلق مزيد من التفاهة المسماة ظلما وعدوانا قنوات موضوعاتية؟ وهي قنوات لا تجد من المشاهد المغربي أدنى اهتمام، بل بالكاد يستطيع أن يذكر أسماء اثنين أو ثلاث منها . لماذا هذا الهدر غير المجدي للمال العام على «قنوات» جافة لا حياة فيها ؟ ألم يكن من الأجدى صرف هذه الأموال على قنوات الصرف الصحي التي ما أن تهطل أمطار الرحمة حتى تغرق الأرصفة وتبتلع المواطنين. وبالرغم من كل ما سبق، تقتضي اللياقة أن نهنئ مسؤولينا بالمولود الجديد، ودامت لنا التفاهة في صيغها المتعددة ، ورحماك ياربي بهذا البلد المسكين .