كارثة حقيقية حدثت ليلة البارحة في الحفل الغنائي الذي أحياه فنان الراب "سولكينغ"، بملعب 20 غشت ببلوزداد بالعاصمة الجزائرية، الذي أسفر عن وقوع عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى من الجمهور.. وقالت العديد من المصادر أن تدافعا كبيرا حدث بالملعب أدى إلى سقوط ضحايا نقلوا إلى المستشفى، وحسب “الشروق الجزائرية”، فإن الحصيلة الأولية تشير إلى ستة قتلى أعمارهم بين 6 و 12 سنة، في حين قدر عدد الجرحى بأكثر من 70 مصابا.. كما أن مصادر أخرى تشير إلى أن عدد القتلى قد بلغ 11 في انتظار تأكيد ذلك من الجهات الرسمية أو الطبية. كشفت صحف جزائرية عن وقوع خمس حالات وفاة وعشرات الإصابات، بينها أربع في حالة حرجة، نتيجة للتدافع في الحفل الأول لمطرب الراب عبد الرؤوف دراجي المعروف باسم “سولكينغ”، وذلك في حفله الأول بملعب “20 غشت” بالعاصمة الجزائرية. قُدر عدد الحضور ما بين 40 و50 ألف شخص، بينما كان المتوقع حضور 35 ألفا بحسب عدد التذاكر المباعة وفقا للتقدير الرسمي، ويعكس ذلك التوافد الهائل من الجماهير الذي أدى إلى التدافع أمام أحد مداخل الملعب حيث يقام الحفل، ورغم الاستعدادات المكثفة من قبل القائمين على الحفل وتوفير نحو 2000 شرطي بالزي المدني داخل الملعب، فإن الحفل شهد حالة من الفوضى الشديدة أدت إلى تلك الوفيات والإصاباب. و بحسب شهود عيان عبر السكايب ل “الحرة” فالحفل أجج غضب الجمهور الجزائري عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعلت المطالبات بإقالة وزيرة الثقافة المسؤولة عن تنظيم الحفل، إذ أشار متابعون عبر تويتر إلى أن الحراك الشعبي الذي انطلق يوم 22 فبراير الماضي بالجزائر لم يسفر عن هذا العدد من الضحايا الذي خلّفه الحفل. وتبقى الأسباب الحقيقية وراء هذا الحادث الأليم غير معروفة حتى الآن. هذا وقد أمر وكيل الجمهورية بمحكمة سيدي أمحمد، الجمعة، بفتح تحقيقات "معمقة بغرض معرفة ظروف وملابسات هذه الواقعة المؤلمة مع تحديد المسؤوليات"، كما ورد في بيان وكيل الجمهورية. و طبقا لأحد الحاضرين ل “الحرة” قدم رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، الجمعة، تعازيه الخالصة إلى عائلات المتوفين والمصابين في الحفل الفني الذي نظم سهرة الخميس بملعب 20 غشت بالعاصمة، مؤكدا على ضرورة المتابعة "الصارمة" لحيثيات هذه الحادثة الأليمة واتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلا. وفي رسالة تعزية إلى عائلات المتوفين والمصابين في هذه الحادثة، قال رئيس الدولة: "ابتليت عائلات منا في الحفل الذي نظم البارحة بملعب 20غشت بفاجعة صادمة أليمة، حيث أودى تدافع حشود بناتنا وأبنائنا الذين كانوا على موعد مع لحظات من الترفيه والابتهاج، إلى وفاة( 6) من مواطنينا وإصابة عدد منهم". وخلف الحادث غضبا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث طالب العديد من النشطاء بمعاقبة المسؤولين، وطالب بعضهم بإقالة وزيرة الثقافة ومدير ديوان حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وفي هذا الصدد طالب النائب البرلماني شافع بوعيش بالإقالة الفورية لكل من وزيرة الثقافة مريم مرداسي ومدير ديوان حقوق التأليف سامي بن شيخ وكتب بوعيش على حسابه الرسمي على الفايس بوك "تسجيل 5 وفيات في حفل "سولكينغ" بسبب التدافع وسوء التنظيم على وزيرة الثقافة والمدير العام ل" لوندا" الاستقالة". للإشارة، كانت الطوابير التي عرفتها مكاتب الديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة أثناء بيع التذاكر مؤشرا قويا على حالة الفوضى التي أدت إلى وقوع الكارثة نظرا للأعداد الغفيرة التي أقبلت على اقتناء التذاكر ما دفع بالبعض إلى انتقاد خيار منح ملعب 20 أوت لمغني يعرف إقبالا كبير في أوساط الشباب والمراهقين وازدادت شعبيته في الجزائر بعد الأغنية التي أطلقها أثناء الحراك الشعبي بعنوان "لاليبيرتي". نديرة نهدي