وعد وزير الداخلية الجزائري نور الدين يزيد زرهوني الثلاثاء 2 مارس "بالشفافية التامة" في التحقيق الخاص باغتيال العقيد علي التونسي، لكنه تناقض مع تقارير سابقة للوزارة تحدثت عن وجود شهود عيان في موقع الحادث. وقال زرهوني عن اغتيال المدير العام للأمن الوطني بالبلاد يوم 25 فبراير "لا يوجد شهود على ما جرى في موقع الجريمة". تصريح الزرهوني للصحافة على هامش جلسة برلمانية، تناقض مع مزاعم سابقة للوزارة بأن الاغتيال وقع خلال اجتماع في مكتب التونسي. وجاء في بيان رسمي سابق أن المسؤول "مات في الساعة 10:45 صباحا خلال جلسة عمل عندما قام ضابط شرطة يبدو أنه تعرض لنوبة جنون باستخدام سلاحه وقتل العقيد علي التونسي ثم جرح نفسه بشكل خطير". التقارير الإعلامية أشارت بدورها لوجود شهود. وبدأ المحققون "استجواب الشهود وأشخاص آخرين كانوا حاضرين خلال الحادث"، حسب ما أوردته الجريدة المحلية الشروق. وفي مقال آخر للشروق، زعم عبد ربه عبد الإله أنه شاهد على الحادث. الجاني المزعوم الذي عرفه عبد الإله على أنه العقيد شعيب أولطاش كان "مهووسا". وأضاف عبد الإله أنه تم نقل التونسي بعد إخراجه من مكتبه وإنزاله إلى الطابق الأول بالمبنى في محاولة لإنقاذ حياته. الوزير زرهوني وصف هو الآخر العقيد أولطاش بأنه الجاني. وقال زرهوني "اغتيال العقيد علي التونسي مدير الأمن الوطني من قبل العقيد شعيب أولطاش كان بسبب خلاف شخصي بين الرجلين". وأوردت وسائل الإعلام المحلية أن أولطاش اغتال التونسي لطرده من منصبه رئيسا لوحدة الطيران بالأمن الوطني. وأوردت الشروق أن التونسي وبعد التحقيق مع أولطاش "تأكد من ضلوعه في قضايا فساد تتعلق بصفقات أسلحة". وأضافت الجريدة "انتهت التحقيقات إلى تورط الجاني في عدد من الصفقات المشبوهة حول اقتناء قطع غيار الطائرات العمودية وعتاد الصيانة واقتناء أجهزة تقنية المعلومات وملحقاتها". وبحسب النهار الجديد فإن أولطاش ونجله متورطان في صفقات مشبوهة لتزويد الشرطة بتجهيزات في تقنية المعلومات. فقد لعب نجل الجاني دور الوسيط بين المديرية العامة للشرطة والشركات الأجنبية مقابل تلقي عمولات ورشاوى تقدر بملايين الدولارات، وفق ما ذكرته الصحيفة. أولطاش تعرض لإصابات بطلقات نارية بعدما حاول الانتحار، بحسب زرهوني. وقال الوزير إن المشتبه "حي وصحته في تحسن مستمر وسيتم إحالته على العدالة بعد امتثاله للشفاء". الحادث فاجأ كل من يعرف الرجلين الذين كانا صديقين مقربين حسب تقارير. افتتاحية أحميدة عياشي مدير عام صحيفة 'الجزائر نيوز' كتب "الحدث المأساوي كان سابقة من طراز فريد، ومثير للارتباك، وذلك لعدة أسباب، فالإطاران تجمع بينهما علاقة جيدة، بُنيت حسب ما صرح لي به عدد من إطارات الأمن الوطني على ثقة متبادلة". تونسي عين أولطاش على رأس وحدة الطيران بالأمن الوطني بعد تقاعد هذا الأخير. وأوردت 'الجزائر نيوز' أن "تونسي كان قد كلف الجاني بتدريب فرق الوحدات الجوية التابعة للشرطة، في سياق مشروع بدأ قبل سنوات لإدخال مئات المروحيات في عمل الشرطة لتسهيل تنقل الوحدات المرورية والدوريات وفرق البحث ومتابعة الجريمة". المغاربية