على إثر الزيارة التي قام بها وزير الداخلية الاسباني لموقع أنوال بتمسمان ولموقع إنزال الجيش الإسباني بالحسيمة،أصدر مركز النكور من اجل الثقافة والحرية والديمقراطية، بيانا إلى الراي العام الوطني، هذا نصه: قام وزير الداخلية الاسباني بزيارة موقع أنوال بتمسمان ولموقع إنزال الجيش الإسباني بالحسيمة، وقد دخل المغرب عبر بوابة مليلية المحتلة، مرفوقا برئيس الحرس المدني الإسباني. وروجت بعض الجهات المتواطئة بالمغرب بأن زيارة الوزير الإسباني كانت سرية!!للتذكير فإن تجوال وزير داخلية إسبانيا في ربوع الريف لم يكن أمرا جديدا أو مفاجئا. فقد عودتنا الحكومات المغربية المتعاقبة على الترخيص لإسبانيا ولوزرائها، حتى ولو كانوا وزراء داخلية، من القيام بمثل هذه الزيارات المهينة للوطن ولمشاعر الساكنة، فهي لم تكن زيارة رسمية وفق أجندة علاقات البلدين المعلنة سلفا في وسائل الإعلام. ثم أنها زيارة لم تشر إليها وسائل الإعلام المغربية الرسمية، ولم تقدر الحكومة المغربية ما قد تشكله من استفزاز لساكنة المنطقة ولكل المغاربة الأحرار. خاصة أنها تزامنت مع الذكرى العاشرة لاستعراض إسبانيا لعضلاتها ضد بلادنا في قضية جزيرة المعدنوس، أو تورة “ليلى".كما أن هذا الاستفزاز الذي تم بتواطؤ جهات معينة مغربية، جاء متوافقا كذلك مع حلول ذكرى هزيمة جيوش إسبانيا الاستعمارية في موقع أنوال. الأمر الذي يدل على أن هذا التصرف قصد من بين ما قصد به استصغار انتصار أنوال ولواحقه، وإهانة لشهداء المغاربة الريفيين في الوقت نفسه.وما قام به هذا الوزير مرفوقا بشخصية عسكرية بدرجة جنرال قصد بناء قاعدة عسكرية في إحدى جزر ملوية أو كبدانة (وليس الجزر الجعفرية، وهي تحريف للتسمية الإسبانية “جزر الشفارين" لتبرير احتلالها لها إلى اليوم) لا دلالة لذلك كله إلا تواطؤ السلطات المغربية إن لم نقل موافقتها الكاملة على السياسة الإسبانية الجديدة القديمة نحو المغرب.أما ما قيل بأن وزارة الخارجية للمغرب تتابع الموضوع، فلا نعتقد بجديته إلا من باب تغليط الشعب المغربي مرة أخرى. فلطالما سمعنا مثل تلك الأقوال من قبل، طالت حتى ملف استعمال الغازات السامة من طرف إسبانيا في حربها الاستعمارية في الريف في عشرينيات القرن الماضي، دون أي أثر فعلي لتلك الأقوال على واقع الحال.ولهذا، فإن قيم التحرر والدفاع عن شرف الأمة والقيام بالواجب نحو الوطن يجعلنا بصفتنا هيآت مجتمع مدني، نندد أولا بكل من رخص لتلك الزيارة المهينة للمغاربة الأحرار، ونطالب بتحمل الجهات المورطة، في مثل هكذا قرارات، مسؤوليتها كاملة. ونتوجه في الوقت نفسه إلى الإسبان، ونحن نحتفل بالذكرى 91 لانتصار أنوال المجيد، لنؤكد لهم ولغيرهم من ورثة الاستعمار أن محاولة إعطاء الهزيمة الإسبانية و جرائمها الاستعمارية في الريف واستمرار احتلالها لمليلية وسبتة وللجزر المغربية في البحر الأبيض المتوسط، والآثار الخطيرة لاستعمال الغازات السامة في حربها العدوانية ضد المكافحين من أجل الحرية، ليس لها إلا طريق واحد وهو الاعتذار الرسمي وجبر الضرر. أما مادون ذلك من التطبيل حول الحوار الإسباني المغربي في هدوء استراتيجي وتطوير العلاقات الثنائية بما يخدم مستقبل البلدين ليس إلا خدعة جديدة من إسبانيا، وتواطئا متجددا لورثة الاستعمار في المغرب.ونؤكد لهؤلاء وأولئك بأن خططهم لن تمر ولن تنطلي على المغاربة الأحرار الشرفاء حاملي جينات الكفاح من أجل الحرية والعدالة والكرامة أبا عن جد. ونطالب البرلمان ووزارة العدل والحريات بفتح تحقيق حول هذه المهزلة المنافية للدستور، من أجل تحديد المسؤوليات، ونطالب بضرورة القيام بمشاريع تنموية لإخراج أنوال من الوضع الكارثي على مستوى البنية التحتية على رأسها الطرق، وكما نهيب بهيآت المجتمع المدني المغربي في الداخل وفي المهجر القيام بواجبها نحو كرامة الوطن وشرف الساكنة، إذ لا يصح إلا الصحيح.كما نؤكد على المطالبة من الدولة المغربية بأن تعلن يوم 21 يوليوز عيدا وطنيا، باعتباره انتصارا للشعب المغربي ولهويته، وانتصارا للعدالة الاجتماعية. عن مركز النكور من اجل الثقافة والحرية والديمقراطية.