تجسد عملية الدعم الغذائي "رمضان 1438″، التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم بفاس، مرة أخرى، العناية الموصولة التي يحيط بها جلالة الملك الأشخاص الأكثر عوزا وتهميشا، من خلال ترسيخ قيم الجود والعطاء والتضامن التي تشكل الأساس الثقافي الصلب الذي يقوم عليه المجتمعي المغربي. وتشكل هذه العملية التي توجد هذه السنة في نسختها ال 18، إحدى أهم العمليات المنفذة من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن، اعتبارا لوقعها النوعي من حيث تخفيف الأعباء المادية الملقاة على كاهل الأشخاص المعوزين خلال شهر رمضان الأبرك. فهي عملية سخاء ذات رمزية قوية في هذا الشهر الفضيل، تتمثل في تقديم حصة من المواد الغذائية الأساسية للأشخاص الذين يعيشون في وضعية هشاشة، لاسيما الأرامل والأشخاص المسنين والأشخاص في وضعية إعاقة. وهكذا، فإن 473 ألف و900 أسرة مغربية من مختلف جهات المملكة (أي قرابة 2,4 مليون شخص)، من بينهم 403 ألف ينحدرون من الوسط القروي، تستفيد من الدعم الغذائي ومن هذه الرابطة الاجتماعية القوية التي تمتد جسورها بهذه المناسبة. وتشكل هذه العملية، المنفذة من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن، جزء من برنامج طبي- إنساني يشمل عددا هاما من الالتزامات، لاسيما تحسين الخدمات الطبية لفائدة الساكنة المعوزة والمعزولة، وتوفير الدعم الغذائي، والمصاحبة السوسيو- طبية، والدعم الميداني والمساعدة الإنسانية الاستعجالية المنتظمة. وعلاوة على عملية رمضان، يهم هذا البرنامج الإنساني القائم مبادئ التعاون والتعبئة والقرب، وتنظيم قوافل طبية متنقلة، واستقبال المغاربة المقيمين بالخارج (عملية مرحبا)، إلى جانب تقديم المساعدة للأسر المنحدرة من القرى المعزولة والمناطق الجبلية (عملية المساعدة أثناء فترة البرد القارس). وتنظم عملية "رمضان 1438" التي رصد لها هذه السنة غلاف مالي قدره 55 مليون درهم، بشراكة مع وزارتي الداخلية والأوقاف والشؤون الإسلامية، حيث عبئ لها 5000 شخص، من بينهم موظفو التعاون الوطني، بغية ضمان السير الجيد لهذه العملية على مستوى الأقاليم والعمالات ال83، من خلال 1593 موقعا للتوزيع توجد عبر جميع جهات المغرب. ويخضع تنفيذ هذه المبادرة لمراقبة محكمة، لاسيما على مستوى لجنتين، واحدة محلية والأخرى إقليمية تسهران ميدانيا على مراقبة تزويد مراكز التوزيع وتحديد المستفيدين وتوزيع المساعدات الغذائية. من جهة أخرى، يتم القيام بمراقبة جودة المنتوجات الغذائية الموزعة والتنفيذ الجيد عبر المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية. كما تقوم المجموعة المهنية لبنوك المغرب والخزينة العامة للمملكة وبريد المغرب، بتقديم المساعدة لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، وذلك من خلال مساهمتهم في مراقبة مختلف الجوانب المالية للعملية. وهكذا، فإن مؤسسة محمد الخامس للتضامن تعمل تحت قيادة جلالة الملك، حفظه الله، وعبر تكثيف المبادرات الإنسانية، على مواجهة جميع أشكال الهشاشة والفقر، وعيا منها بأن تحقيق التنمية الشاملة لن يتأتى في الوقت الذي لا زالت فيه بعض فئات المجتمع تعاني من التهميش وتفتقد شروط العيش الكريم. الحدود