انطلقت في الجزائر حملة وطنية واسعة لمقاطعة اللحوم بجميع أنواعها بسبب ارتفاع أسعارها والتي وصلت إلى أرقام قياسية حيث تجاوز سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم 1250 دينارا وهو ما يعادل 140درهما، فيما بلغ سعر لحم البقر 900 دينار، ووصل ثمن اللحوم البيضاء إلى 350 دينارا للكيلوغرام . وتقود هذه الحملة الوطنية بالجزائر الفيدرالية الوطنية لجمعيات حماية المستهلك وشهدت استجابة واسعة من قبل المستهلكين، بلغت نسبتها خلال اليومين الأولين أكثر من 20 بالمائة على مستوى مختلف ولايات الجزائر ويتوقع أن تتجاوز 60 في المائة خلال الأيام القليلة القادمة. وتوقع اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء والحمراء خلال شهر رمضان بنسبة تفوق 20 بالمائة، مؤكدا أن استيراد اللحم المجمد لن يؤدي إلى انخفاض الأسعار باعتبار أن استيراده العام الماضي لم يحل المشكلة، محذرا من جهة أخرى من أخطار اللحم المجمد السريع التلف ونقص فائدته الغذائية حيث أنه يفقد 50 بالمائة من فائدته الغذائية. وأكد الناطق باسم اتحاد التجار، أن المشكل هو ضعف الإنتاج المحلي، حيث لا يتجاوز الإنتاج الوطني من اللحوم الحمراء 400 ألف طن تقابله 500 ألف طن من اللحوم البيضاء، مما سيجبر الجزائر على استيراد 60 ألف طن من اللحوم المجمدة سنويا في الجزائر. ويبلغ إنتاج الجزائر من اللحوم يبلغ 600 ألف طن سنويا منها 350 ألف طن لحوم حمراء و250 ألفا لحوم بيضاء، فيما تستورد الجزائر مابين 60 و70 ألف طن من اللحوم من الخارج أغلبها مجمدة. وتسجل الجزائر عجزا في إنتاج اللحوم ب 40 بالمائة، حيث يبلغ الطلب المحلي على اللحوم 1 مليون طن سنويا، ويستهلك الفرد الجزائري مابين 16 و17 كلغ من اللحم سنويا وهو أقل من المعدل العالمي الذي يبلغ 25 كلغ في السنة، وبالتالي يستهلك الجزائريين 80 ألف طن من اللحوم بكل أنواعها خلال شهر رمضان أي أكثر من المعدل السنوي نظرا لتغير النظام الغذائي في هذا الشهر. ولقد فشلت الحكومة في تغطية هذا العجز في الإنتاج بمضاعفة الثروة الحيوانية التي تبلغ حاليا مابين 20 و22 مليون رأس رغم أن كل الظروف مهيأة لذلك، فيما عرفت أسعار جل المواد الغذائية والخضر والفواكه بالجزائر ارتفاعا كبيرا مع اقتراب شهر رمضان وعلى رأسها الحليب والبيض والخبز، وهي المواد الأكثر استهلاكا في رمضان حيث يستهلك المواطن الجزائري خلال هذا الشهر 1.2مليار خبزة و500 مليون حبة بيض و120 مليون لتر من الحليب و50 ألف طن من التمور.