يسعى مشروع "مدينة محمد السادس طنجة-تيك" إلى أن يكون ورشا استراتيجيا ينضاف إلى المشاريع الاستراتيجية الأخرى التي تم إطلاقها بمدينة البوغاز خلال السنوات الأخيرة، لتكريس التنمية الاجتماعية والاقتصادية وتعزيز جاذبية والقدرة التنافسية للمغرب على الساحة الدولية. ويأتي هذا المشروع، الذي يشكل استمرارية منطقية لاستراتيجية طموحة للتنمية تروم رفع مدينة البوغاز إلى مرتبة المدن العالمية الكبرى، لتعزيز الدينامية الذي تعرفها المدينة مع إطلاق مشاريع مهيكلة تنموية، بما في ذلك مركب ميناء طنجة المتوسط، ومصنع السيارات "رونو" والمنطقة الحرة لطنجة التي تهدف، بالخصوص، إلى تحسين الظروف المعيشية للساكنة المحلية وضمان التنمية المتكاملة والشاملة والمستدامة. وتأتي هذه المدينةالجديدة، التي تهم أيضا إنشاء قطب اقتصادي بوسعه إحداث 100 ألف منصب شغل، لتعزز المشاريع التنموية الكبرى والمتعددة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتعزيز تموقع جوهرة الشمال على الصعيد الدولي، وجعلها نموذجا حضريا واقتصاديا رائدا بالمغرب وبالضفة الجنوبية للمتوسط . وقد تم إنجاز نحو 45ر3 مليار درهم من الاستثمارات الخاصة على مستوى ميناء طنجة المتوسطي خلال سنة 2016 لوحدها، بزيادة بلغت 102 في المائة، مع إنشاء 68 مشروعا صناعيا جديدا بمنطقة المركب المينائي، وهو ما يمثل 6547 منصب شغل جديد. وتظهر هذه المؤشرات بوضوح أن طنجة المتوسط، الذي يضم قطب الميناء ويشمل ميناء طنجة المتوسط الأول وميناء الركاب والنقل، وميناء طنجة المتوسط الثاني، ومركزا صناعيا يتكون من مناطق أنشطة متطورة حول الصناعات الرائدة خاصة السيارات والطيران والمنسوجات واللوجستيك والخدمات، يشكل حاليا مركزا مندمجا تنافسيا على الصعيدين الجهوي والدولي. ومن أجل تعزيز البنى التحتية للسكك الحديدية، شرع المغرب في إنجاز مشروع القطار فائق السرعة حيث تشارف أشغال المقطع الأول الذي يربط طنجة بمدينة القنيطرة على الانتهاء. وبخصوص صناعة السيارات، يتموقع المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ك"مركز دولي" بالنظر إلى مؤهلاته والفرص الاستثمارية الكبيرة التي يوفرها، والتي مكنت من استقطاب كبريات الشركات العالمية، كمجموعتي رونو وبوجو-ستروين. وقد سجلت صناعة السيارات، مع المشروع الجديد لمجموعة رونو المغرب، أداء رائعا لتطوير منصة عالمية للتموين قادرة على منح المغرب موقعا رئيسيا على الساحة العالمية، وتأكيد جاذبيته وقدرته على جلب المزيد من الاستثمارات في العديد من القطاعات الحيوية. وعلى المستوى السياحي، سيتم تعزيز جاذبية وجهة طنجة، مع الانتهاء من مشروع إعادة توظيف المنطقة المينائية لطنجةالمدينة، خاصة في مجال الرحلات البحرية واليخوت. وسيمكن هذا المشروع مدينة طنجة من التوفر على بنية تحتية من مستوى عالي، ستخصص لاستقبال السفن الكبيرة للرحلات البحرية السياحية، تتكون من ثلاثة أرصفة وذلك في أفق استقبال 300 ألف سائح عبر الرحلات البحرية السياحية في المستقبل المنظور، و750 ألف سائح في أفق سنة 2020. وتعد الإرادة الملكية، التي تروم جعل منطقة الشمال منطقة ازدهار، حاسمة بالنسبة لمدينة البوغاز، التي تشهد تنمية سوسيو-اقتصادية غير مسبوقة، جعلت منها قطبا للتميز والنمو بالمملكة. الحدود