سيبلغ عدد سكان المغرب 42.6 مليون نسمة في 2050، مقابل 32. مليون نسمة حاليا، حسب تقرير 2009 لصندوق الأممالمتحدة للسكان حول الوضع السكاني في العالم. وهذا يعني أن تعداد المغاربة سيزداد بمعدل 2.5 مليون كل عشر سنوات إلى غاية 2050. وسيعرف الهرم السكاني المغربي في منتصف هذا القرن تغييرات مهمة، إذ سيتضخم حجم الوافدين على سوق الشغل، وسيرتفع عدد المسنين البالغين أكثر من 70 سنة بينما سيتقلص حجم البالغين أقل من 20 سنة. إذ سيكون على المغرب خلق 12 مليون وظيفة خلال ال40 سنة القادمة، أي بمعدل يصل إلى حوالي مليون منصب شغل كل ثلاث سنوات تقريبا، والرقم أكبر من الوعود التي أطلقتها مجموعة من الأحزاب (الاتحاد الاشتراكي، الاستقلال مثلا) خلال حملة الانتخابات لشتنبر 2007. فقد تعهدت تلك الهيئات بالعمل على خلق 200 ألف منصب كل سنة أي مليون وظيفة كل خمس سنوات. أما الجزائر التي سيبلغ عدد سكانها، حسب التقرير الأممي، 49 مليون نسمة في 2050، فستحتاج إلى توفير 13 مليون منصب شغل بينما ينبغي على العراق إحداث 16 مليون وظيفة، لاحتواء جحافل الوافدين على سوق الشغل طيلة الأربعين سنة القادمة. وفي ما يخص المسنين (أي فوق 70 سنة)، فيتوقع التقرير الأممي أن تنتقل نسبتهم من الساكنة المغربية من 4 في المائة حاليا إلى حوالي 14 في المائة مع حلول 2050، أي حوالي 6 ملايين نسمة. وهذا الأمر يطرح تحديا كبيرا على قطاعات الصحة والرعاية الاجتماعية بالمغرب التي يتوجب عليها توفير الحد الأدنى من الرعاية لهذه الفئة، خاصة أنه من المنتظر أن تزداد الروابط العائلية تفككا بعد أربعة عقود، ولكن الثقل الأكبر سينزل على صناديق التقاعد (سواء التي تهتم بالقطاع العمومي أو بالقطاع الخاص). بالمقارنة مع بلدان الجوار فإن الجزائر ستعرف وضعا مماثلا للمغرب، بينما ستنتقل نسبة المسنين في تونس، حسب التقرير الأممي، من 7 في المائة حاليا إلى حوالي 15 في المائة بعد 40 سنة. ويتحول المغرب بشكل مطرد من مجتمع قروي إلى مجتمع حضري، بعد أن أصبح 56 في المائة من سكانه يعيشون في المدن، وقد سجلت وتيرة التمدن ما بين 2005 و2010 تطورا بنسبة 4 في المائة سنويا، وستزداد هذه الوتيرة طيلة العقود الأربعة القادمة. ورغم ذلك يبقى المغرب الأقل "تمدنا" (أي يميل سكانه إلى الاستقرار بالمدن) مقارنة بكل من تونسوالجزائر. إذ تبلغ نسبة سكان الحواضر في الأولى 67 في المائة وفي الثانية 66 في المائة. ولكن نسبة نمو التمدن تبقى الأعلى بالمغرب خلال الخمس سنوات الأخيرة ب4 في المائة مقابل 2.5 في الجزائر و1.6 في المائة بتونس. أما في ما يتعلق بنسبة الخصوبة (عدد الأبناء كل امرأة) فتصل في المغرب إلى 2.33 لكل امرأة مقابل 2.34 في الجزائر و1.84 فقط في تونس. وإذا كان الأمل في الحياة قد تطور في المغرب بشكل ملحوظ ويصل حاليا إلى 69 بالنسبة إلى الذكور و73 سنة بالنسبة إلى الإناث، فإن نسبة وفيات المواليد تبقى مرتفعة جدا، إذ تبلغ تلك النسبة 29 من كل ألف ولادة، والنسبة ذاتها تسجلها الجزائر، أما في تونس فالوضع أفضل بكثير إذ لا تتجاوز 19 وفاة في كل ألف ولادة.