تواصلت ردود الفعل العربية المستنكرة للهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية الذي كان في طريقه لقطاع غزة من أجل فك الحصار المفروض عليه منذ ثلاث سنوات، وهو الهجوم الذي وقع في البحر المتوسط فجر الاثنين وأدى إلى مقتل 19 شخصا وإصابة 26 آخرين. وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن ما أقدمت عليه إسرائيل يؤكد أنها غير مستعدة للسلام، ودعا إلى إعادة النظر في كيفية تعامل العرب والعالم مع النزاع العربي الإسرائيلي. كما عقدت المجموعة العربية في الأممالمتحدة اجتماعا مساء اليوم قبيل بدء اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث الهجوم، حيث تم تنسيق المواقف والدعوة لاتخاذ قرار قوي من جانب المجلس. وفي القاهرة، استنكرت الرئاسة المصرية ما قامت به إسرائيل وقال بيان إن الرئيس حسني مبارك إذ يستنكر لجوء إسرائيل للاستخدام المفرط وغير المبرر للقوة، وما أسفر عنه من ضحايا أبرياء، فإنه يؤكد تضامن مصر شعبا وحكومة مع أهالي غزة، ويعاود التأكيد على أن المصالحة الفلسطينية هي الطريق لرفع الحصار وإنهاء المعاناة الإنسانية لسكان القطاع. كما أعلنت الخارجية المصرية أنها استدعت السفير الإسرائيلي في القاهرة إسحق ليفانون للتعبير عن إدانة مصر للهجوم الإسرائيلي، وعن رفضها لاستمرار الحصار الحالي على قطاع غزة. وبدوره، دعا الرئيس السوري بشار الأسد الولاياتالمتحدة لدفع إسرائيل لوقف اعتداءاتها الوحشية ورفع الحصار عن قطاع غزة والسير قدماً في عملية السلام كحل وحيد لعودة الأمن والاستقرار للمنطقة. وأثناء استقباله السيناتور الأميركي بوب كروكر، قال الأسد إنه في الوقت الذي يسعى فيه العرب من أجل السلام فإن إسرائيل تقتل في عرض البحر مدنيين قادمين لكسر الحصار في استباحة مطلقة لحياة الإنسان وكل القوانين والشرائع الدولية. وأضاف الأسد أنه رغم ذلك تبقى إسرائيل تحظى بدعم غير محدود وغير مشروط من الولاياتالمتحدة مهما ارتكبت من جرائم، الأمر الذي يسبب زعزعة الاستقرار في المنطقة. أما الأردن فقد وصف قيام القوات الإسرائيلية باقتحام قافلة الحرية الإنسانية المتجهة إلى غزة بأنها "جريمة نكراء وبشعة" خرقت كافة المبادئ الإنسانية والشرائع والقوانين والأعراف الدولية. وحمّل الأردن على لسان وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال نبيل الشريف، إسرائيل كامل المسؤولية عن سلامة وأمن وحقوق المواطنين الأردنيين وتأمين عودتهم إلى أرض الوطن. وقد استدعت وزارة الخارجية الأردنية القائم بالأعمال الإسرائيلي في عمّان وأبلغته احتجاجها على التعرض لمواطنين أردنيين بالاعتداء على متن سفن أسطول كسر الحصار. وأدان أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الهجوم الإسرائيلي ضد قافلة الحرية ووصف ما جرى بأنه جريمة وأعمال قرصنة إسرائيلية ضد متضامنين عرب وأجانب حاولوا كسر حصار غير إنساني وغير عادل على غزة لا لسبب سوى أن أهلها مارسوا حقهم الديمقراطي في الاختيار. وأضاف أمير قطر أن ما جرى يضع الدول العربية أمام ساعة الحقيقة. ودعا الرئيس السوداني عمر البشير الدول العربية إلى وقف التفاوض مع إسرائيل، وقال إنه لم يبق أمام أحرار العالم سوى دعم خيار المقاومة. وفي اليمن عبر مصدر رسمي عن إدانة بلاده الاعتداء الإسرائيلي ودعا إلى رفع فوري للحصار المفروض على قطاع غزة. كما دعا البرلمان اليمني مجلس الأمن الدولي لتحمل مسؤوليته إزاء العدوان، وحث الخارجية اليمنية على متابعة أوضاع ثلاثة من أعضائه كانوا يشاركون في الأسطول، كما طالبها باستدعاء سفراء الدول الأعضاء بمجلس الأمن لإبلاغهم احتجاج اليمن رسميا وشعبيا. هجوم همجيوندد المغرب ب"الهجوم الإسرائيلي الهمجي" على أسطول الحرية الذي كان متجها إلى سواحل غزة وطالب بفتح تحقيق فوري للوقوف على ملابسات هذا الاعتداء. وقال وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري إن الهجوم ليس له أي أساس أو مبرر وهو غير مقبول على المستوى الإنساني ومرفوض على المستوى السياسي والدبلوماسي. وفي تونس عبر بيان لوزارة الشؤون الخارجية عن الرفض القاطع للممارسات العدوانية الإسرائيلية التي تمثل تحديا صارخا للإرادة الدولية وخرقا لجميع المواثيق والأعراف الدولية والإنسانية ●المصدر: وكالات الأنباء العالمية والعربية.