احتضنت قاعة سينما باريس والمركز الثقافي ابن خلدون بطنجة طيلة أيام 26 و27 و28 نونبر 2010 لقاء تكريميا واحتفائيا بالمبدع الجيلالي فرحاتي وتجربته السينمائية تضمن كلمات و شهادات ألقاها في حقه عمدة المدينة وخليل الدمون ، رئيس الجمعية المغربية لنقاد السينما ، الجهة المنظمة ،والناقد والباحث حميد العيدوني والمخرجة ليلى التريكي والمسرحي الزبير بن بوشتى ؛ كما تضمن عرضا لفيلمه الأخير " عند الفجر " بحضور بعض المشاركين فيه كالممثلين بنعيسى الجيراري وإدريس كريمي وإدريس المامون وغيرهم ، وجلستين لتفكيك أفلامه بمشاركة النقاد السينمائيين أحمد سيجلماسي ومحمد صوف وعمر بلخمار وعبد النبي دشين وحمادي كيروم ومولاي إدريس الجعيدي وفاطمة إيغودان وسعيد شملال وأحمد فرتات ونور الدين محقق ورشدي المانيرا ، وتقديما لكتاب جديد للناقد السينمائي بوبكر الحيحي صدر مؤخرا ( نونبر 2010 ) بالفرنسية تحت عنوان " الجيلالي فرحاتي : سينما المكلومين " ، ومائدة مستديرة حول أعمال المحتفى به شارك فيها النقاد السالف ذكرهم والمخرج فرحاتي وثلة من الفنانين والمثقفين منهم المخرج والمنتج جمال السويسي والمخرج محمد العبداوي . وقد تمت مواكبة هذه الأيام السينمائية النقدية من طرف برنامجي " كاميرا الأولى " بحضور معده ومخرجه الناقد السينمائي عبد الإله الجوهري و" صورة " بحضور معدته ومخرجته فوزية زين الدين وطاقميهما التقنيين ووكالة المغرب العربي للأنباء ومنابر إعلامية أخرى . فيما يلي ورقة تعرف بالمخرج الجيلالي فرحاتي ومكانته الفنية مخرج عصامي مثقف الجيلالي فرحاتي (62 سنة) مخرج عصامي تحكي أفلامه قصصا اجتماعية بسيطة في الغالب لكن معالجتها السينمائية ، على مستويات السيناريو والإخراج والتشخيص ، فيها مجهود ملحوظ ودرجة كبيرة من الإبداعية والتمكن من أدوات التعبير بالصورة المتحركة وتوابعها . إنه واحد من المخرجين المغاربة القلائل الذين فرضوا احترامهم على عشاق السينما وثقافتها وذلك بفضل عمق أعماله ومخاطبتها لذكاء المتلقي وبفضل أسلوبه السينمائي المتميز الذي ظل وفيا له منذ انطلاقة مسيرته كمخرج سينمائي في سبعينات القرن الماضي إلى الآن . لقد تلقى تكوينا رصينا في اللغة و الأدب الفرنسيين وفي علم الإجتماع بالجامعة الفرنسية وانخرط كممثل ومؤلف في حركة مسرح الهواة بطنجة وتعزز هذا الإنخراط بمشاركته في أنشطة الجامعة الدولية للمسرح بباريس كممثل ومخرج ، كما انفتح على عوالم السينما من خلال مشاهدات روائع الأفلام وممارسة السينما كهواية في بداية الأمر قبل أن يقرر الدخول إلى عالم الإبداع السينمائي من بابه الواسع واحتراف التمثيل وكتابة السيناريو والإخراج والإنتاج خصوصا بعد عودته إلى المغرب واستقراره بمدينة طنجة العزيزة على قلبه والتي تحضر أجواؤها وفضاء اتها الجميلة في جل أفلامه . تجدر الإشارة إلى أن فترة العشر سنوات التي قضاها الجيلالي فرحاتي بفرنسا قد لعبت دورا كبيرا في تكوينه الثقافي ( أدب وعلوم إنسانية بالأساس ) وصقل مواهبه الفنية ( مسرح ، سينما ، تشكيل ، موسيقى ... ) ، الشيء الذي أهله لينطلق بتباث في مسيرة سينمائية إخراجية موفقة ليصبح أحد كبار ممثلي سينما المؤلف بالمغرب والعالم العربي . وما يشهد على مكانته المتميزة في حقل الإبداع السينمائي الجوائز العديدة التي حصدتها أفلامه في مختلف المهرجانات السينمائية الوطنية والعربية والدولية واختياره ليترأس العديد من لجن تحكيم مسابقات الأفلام في الداخل والخارج أو ينضم إلى عضويتها . كما يشهد عليها حضوره اللافت في وسائط الإعلام المختلفة عبر حوارات معه أو عبر كتابات نقدية وصحافية تتمحور حول أعماله السينمائية وتجربته الفنية عموما . وما حلقة 2010 من سلسلة " سينمائيون ونقاد " المنظمة من طرف الجمعية المغربية لنقاد السينما حول تجربته السينمائية أيام 26 و27 و28 نونبر الجاري إلا جزء من هذا الحضور الإعلامي والنقدي ، سيتمخض عنها كتاب ، كما كان الأمر مع المخرجين عبد القادر لقطع وسعد الشرايبي وفريدة بنليزيد ، ينضاف إلى الكتاب الذي صدر هذه السنة بعنوان " نظرات في سينما الجيلالي فرحاتي " بمبادرة من مهرجان مرتيل السينمائي وبمشاركة النقاد محمد صوف ومحمد باكريم ومحمد كلاوي ومبارك حسني ومحمد اشويكة وفريد الزاهي والراحل نور الدين كشطي ( 1956 2010 ) بالإضافة إلى المخرج لطيف لحلو والأستاذ الباحث رشيد برهون أحمد سيجلماسي خاص ''الفوانيس السينمائية''