انتقل الى دار البقاء ، يوم الاحد 23 ماي ، المشمول برحمة الله ، الاخ يحيى المستاري ، واحد من الوجوه التي ، سكن وسكنته مدينة خريبكة ، بكل تجاعيدها النقابية ،والسياسية، والفنية ،والسينمائية ،والاجتماعية . بكل صدق ، وانا ، داخل مقهى سطور صباح ذلك اليوم المشار اليه اعلاه ، باحثا عن ، زاوية من زوايا المقهى ، قصد البحث عن لحظة متعة كتابة فقرة ما ، من كتاب جديد ، او قصد الاطلاع ، على ما ، جد في ، البريد الالكتروني سواء بريدي الشخصي او بريد مهرجان الفيلم الوثائقي ، فاذا بالاستاذ مسحت يناديني من اجل الاقتراب منه ، ليخبرني بوفاة ، المحترم يحيى المستاري.لا ادري لماذا اطللت عليه الا من زاوية واحدة ،في البداية، واثناء سماع هذا الخبر الثقيل . نعم اطللت عليه من زاويته التي عرف بها كثيرا عند المثقفين واهل السياسة والنقابة ....؟. انها زاوية الصورة ، زاوية اتذكر جيدا انه كان واحد من صناعها هنا بمدينة خريبكة . به وبها يمكن الان للعديد من الاخوة ان يؤرخوا للعديد من المحطات النضالية ، سواء على المستوى السياسي او النقابي او الاجتماعي . يحيى واحد من الذين تفننوا في توظيف الة تصويره ، التي ابدع بها العديد من لحظات المتعة ، الته التي استطاع ، وقبل توظيفه ، في الجماعة الحضرية بخريبكة ، ان يكتب بها العديد من الحكايات ، ذات البعد السياسي والنقابي والاعلامي والاجتماعي ،،،،الته التي رافقني بها الى الرباط ، من اجل ان يساعدني على توثيق لحظة ممتعة ، بل هي لحظة من اجمل لحظات العمر ، لحظة مناقشة رسالتي الجامعية وبالضبط يوم 26 /6/1996 مساء وبدءا من الساعة الثالثة ، بمدرج الشريف الادريسي بكلية الاداب بالرباط ، حيث كان سفره معي فال خير علي شانه شان اخوة اعزاء كانوا بجانبي من اجل المؤازرة واسترجاع ذكريات الجامعة المغربية ، اذكر هنا اسم غيفارا خريبكة كما يحلو لي ان اسميه الاستاذ والمناضل الفكاك والشاعر عبد المجيد تومرت والاستاذ لفطح مصطفى والاستاذ احرار .... الم اقل ان موتك استحضرته من زاوية اولى هي زاوية التصوير ؟؟.انها الزاوية التي ودعت بها ايضا الى متواك الاخير ،،، نعم بها ايضا وعلى ايقاعاتها عانقت لحظة تراب دافئ في لحظة شوم خريبكي ،،، كم هي مصادفة غريبة وجميلة في الان نفسه ... استحضرك وانت تعاقر الة تصويرك في اواخر الثمانينيات واودعك ،بل الكل، ودعك على رنين الات التصوير التي كان يحملها زملاؤك المراسلين والمصورين ،،، اذ التقطوا لك صورا يا يحيى من زوايا مختلفة ،،، بها ودعوك بل ،،، وانت تعانق ترابك كانت رنات الصورة مصاحبة لرنات الدعاء وقراءة القران الكريم بل تم تفاعل العديد من المكونات الفنية والسياسية والنقابية والدينية والتي عبر عنها بصدق عاطفي ووجداني كبير، من اسميه (برباروس) الاستاذ ادريس السالك ،،،،لحظة توديعك وانت المسافر في تربتك الى لقاء خالق هذا الكون الجميل .لم اكن وحدي من استحضرك من زاوية الصورة بل اخبرني الصيق العزيز د. بوشتة فرقزيد انه مجرد ما سمع خبر وفاتك ، استحضرك من خلال لحظة زمنية تخص النادي السينمائي هنا بخريبكة .هل هي مرجعيات اصبحت (انا ) وصديقي بوشته والعديد من المهووسين بخطاب الصورة ،هنا، لا نرى ذواتنا وذوات اصدقائنا وخريبكة التي نسكنها وتسكننا نحن ايضا ،و العالم الا من خلالها ؟؟؟ هكذا تسافر في لحظة تساءل فيها الجميع ، كيف ؟ومتى؟ واين؟؟؟؟.اسئلة لا يمكن وقف عنفها، الا بقول انا لله وانا اليه لراجعون ، والارتماء المطلق في الاقدار الربانية ،والايمان المطلق ايضا ،باننا سنتبعك جميعا في زمن ما وفي مكان ما ، وبسبب ما . الدكتور الحبيب ناصري