امينة بركات صحفية و ناقدة سينمائية مغربية نشيطة تتابع باهتمام الأحداث السينمائية العربية و العالمية و سبق ان تعرفت عليها منذ اعوام و خلال مهرجان الشرق الاوسط الدولي في ابو ظبي التقينا و كنا نتحدث كثيرا حول الهموم والطموحات السينمائية للشباب العربي الذي يبحث عن دعم و تشجيع لانتاج اعماله و احلامه ..نلتقي بها اليوم في حوار سريع لنتعرف على عدد من القضايا السينمائية فاليكم الحوار ... - نبذة مختصرة من السيرة الذاتية ؟ - أمينة بركات صحفية محترفة و ناقدة سينمائية ، خريجة المعهد العالي للصحافة و الاتصال بالرباط المغرب ، اشتغلت بالصحافة السمعية البصرية قسم الأخبار بالتلفزة المغربية و بعدها بالصحافة المكتوبة كمسئولة عن الصفحة السينمائية بجريدة الأنباء لأكثر من 10 سنوات مراسلة لعدة مجلات و صحف داخلية و خارجية و مندوبة وكالة الأخبار الدولية بالمغرب مستشارة في شؤون الاتصال لدى مكتب اليونسكو بالمغرب حائزة عن جائزة أحسن ربورطاج عن المرأة من اتحاد الصحافيين العرب و جائزة أحسن مقال عن مركز البحوث و الدراسات النسائية على مستوى العالم العربي. - التقينا مؤخرا في مهرجان الشرق الأوسط الدولي في أبو ظبي ما تقييمك و انطباعتك و ملاحظاتك حول هذا المهرجان ؟ _ هي بشكل عام انطباعات ايجابية على مستوى تنظيم مهرجان بهذا الحجم باعتباره نافذة جديدة و مهمة للقاء كل الفاعلين في المجال السينمائي و هذا يدل على الرغبة الصارخة للمنظمين لإنجاح المهرجان كما يعتبر حافزا مهما للسينمائيين الخليجيين و العرب . كل هذه العوامل تشفع لبعض الهفوات التي سجلت على مستوى التنظيم وهي مسألة عادية تمر بها كل المهرجانات في دوراتها الأولى و الأهم من هدا هو العمل على الاستمرارية و التميز لجعل من أبو ظبي قبلة لعمالقة السينما في الشرق الأوسط و لن يكون هذا الموعد إلا مكسبا لأهل العاصمة الإماراتية و للخليجيين بالدرجة الأولى. - يوجد الكثير من المهرجانات السينمائية بالمغرب هل يمكن أن تعطينا صورة موجزة عن أهمها و هل ساهمت هذه المهرجانات في دعم الإبداع المغربي و خاصة الشباب ؟ - من أهم المهرجانات التي تنظم بالمغرب مهرجان مدينة تطوان بشمال البلاد و هو لقاء خاص بسينما حوض البحر الأبيض المتوسط ، مهرجان خربيكة و هو ملتقى خاص بالسينما الإفريقية ، مهرجان مراكش الدولي و يعتبر نسخة جديدة لمهرجان كان الفرنسي ، مهرجان السينما الوطنية و ينظم في المدن المغربية بالتناوب بالإضافة إلى سينما الأفلام القصيرة الذي ينظم سنويا بمدينة طنجة . بالتأكيد تلعب هذه المهرجانات دورا هاما في الدفع بالسينمائيين المغاربة إلى الأمام و بالخصوص الشباب منهم لأنها تفسح لهم الفرص للقاء رجالات السينما و النقاد و الصحافيين و كتاب السيناريوهات كما تمنحهم فرص مشاهدة أفلام قد لا تعرض في القاعات السينمائية . كما تساهم في نشر الثقافة السينمائية بين المواطنين. - السينما المغربية اليوم هل هي بخير ؟ ممكن أن نجزم في هذا الأمر و نقول بان السينما المغربية أصبحت بخير لأن الإنتاج الفيلمي ارتفع بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة و ذلك بفضل صندوق الدعم السينمائي الذي يقدم منحا لأهم المشاريع المقدمة للجنة التي تختار من يستحقها . و ينتج حاليا أكثر من 10 أفلام مطولة و حوالي 15 شريط قصير في السنة بفضل هذا الدعم. - حضيت بعض الأعمال و السينمائية المغربية بدعم مؤسسات فرنسية و غربية و البعض يرى أن الدعم الغربي أحيانا يكون مشروط و يؤثر على العمل نفسه فما هو رأيك في هذه النقطة ؟ _ الكثير من الجهات تنتقد السينمائيين المغاربة للجوئهم إلى الإنتاج المشترك وهو موقف ربما له تبريراته إلا أنني أرى في هذا الأسلوب طريقة ايجابية لإيجاد منافذه أخرى لدعم السينما و الخروج بها إلى العالمية حتى لا تبقى منحصرة في إطار ضيق و للمخرج كامل الحرية في قبول أو رفض شروط الجهة المنتجة و هو يتحمل مسؤولية اختياره. مجموعة من المخرجين المغاربة أنجزوا أفلاما جميلة فازت بالعديد من الجوائز على المستوى الدولي دون أن تسقط فيما يسميه البعض مسألة سلبية تكون على حساب المخرج أو أن تكون عبارة عن صور متحركة تعكس وجهة نظر الطرف المشارك في الإنتاج . - هل يوجد نقد سينمائي عربي ؟ و هل النقد السينمائي العربي في تطور ؟ - بالطبع يوجد نقد سينمائي عربي و هو في تطور و الدليل أن هناك أسماء لامعة في هدا المجال في العالم العربي قد أشير إلى بعضها كمحمد رضا و سمير فريد و كمال رمزي محمد المسناوي خميس الخياطي أمير العمري ديانا جبور و عدنان مدانات و غيرهم لا تحضرني أسماؤهم كثير جدا . هؤلاء ساهموا بشكل ايجابي في هذا المجال الذي يعتبر مهنة لأغلبهم وة هما يعملون على تطويره و تحصينه من الدخلاء . - ماهي العوامل التي يمكن أن تسهم في تطور الإبداع السينمائي العربي ؟ - من العوامل التي يمكن أن تساهم في تطور السينما بالعالم العربي تحسيس السلطات المحلية بأهمية هذا الفن و تقديم الدعم للعاملين و المهتمين بالسينما بالإضافة إلى ترك مجال لحرية التعبير و الانطلاق إلى عوالم أخرى تسلط الضوء على الثقافات و الحضارات المختلفة و الاهتمام بقضايا و هموم الشعوب و المواطنين كل من مركزه. - نحن في اليمن نخطو خطواتنا الأولى نحو سينما يمنية فما هي نصائحك للشباب اليمني بوجه خاص و هو يخطو هذه الخطوة الشجاعة ؟ - ككل بداية لابد من المشاكل التي تعترض المخرج من موقعه المسئول عن العمل و المهم هو المثابرة و عدم اليأس بل الحث عن الاستمرار و مواجهة كل من يحاول الوقوف دون ميلاد سينما وطنية هي بالتأكيد آتية لاريب فيه و البحث عن التمويل ضروري في هذه المرحلة لأنه المعبر الوحيد للإنتاج و تخطي بعض المشاكل لتأتي النتيجة كشاهد على نية المخرج في انجاز عمل هو في الأخير ينتمي إلى بلده و يشارك في المهرجانات تحت رايته . - البعض ينصح الشباب السينمائي المبتدى أن يتجه إلى الفيلم الوثائقي و البعض يرى الاتجاه نحو الروائي مباشرة فما هو رأيك ؟ اعتقد أن السينما الوثائقية هي سينما قائمة بذاتها و مهمة جدا لأنها توثق الكثير من الجوانب الحياتية لبلد ما و تعتبر مرآة تعكس صورة الحضارات و بالتالي فهي مسألة اختيار بالنسبة للمخرج سواء كان شابا مبتدئا أو مهنيا و هي سينما ليست بالسهولة التي يعتقدها البعض لأنها تعتمد على مصادر حقيقية و ليست خيالية و لا يمكن للمخرج أن يكذب على المشاهد في تصوير موضوع ما . و كل مخرج يتوفر على أبجديات الإخراج السينمائي يمكنه أن يعمل في المجالين مع احترام خصوصيات كل جنس سينمائي . - البعض يعتقد أن بلد مثل اليمن سيكون من الصعب جدا وجود سينما يمنية فهل تعتقدين أن الناس باليمن سيرحبون بالسينما ؟ حب بلد ما للسينما لا يرتبط بالضرورة بالصناعة السينمائية لأن السينما تمثل عابرة للقارات بدون جواز أو تأشيرة المرور، و اليمن ككل البلدان التي لا تتوفر على هذه الصناعة الفنية و بالتالي فمن المؤكد أن يرحب أبناء اليمن بسينماتهم بما لها و ما عليها و هذا واجب لإعطاء المهتمين بالفن السابع دفعة قوية يطعمها و يساندها هذا الحب و لاشك في أن برركينا فاسو و هو البلد الأكثر فقرا في القارة الإفريقية يعتبر مثالا حيا لأن راية واسم بوركينا أصبح متداولا على الصعيد العالمي و الفضل يرجع بالطبع للسينما حتى وانه بلد لا تتوفر على صناعة و لا دعم ولا مدرسة سينمائية ولكن تتوفر على مواطنين يحبون و يعشقون السينما مما جعلهم يتبوءون مكانة خاصة في الوسط السينمائي العالمي ، فلما لا اليمن ؟ - أنت متابعة لخطواتنا في تأسيس مهرجان صنعاء السينمائي الأول 2008 و تعلمين بالمشاكل و العوائق التي تواجه هذا المشروع هل لديك رسالة يمكن توجيهها إلى المؤسسات الثقافية و الفنية اليمنية الحكومية و الغير حكومية من اجل هذا المهرجان ؟ - أنا متأكدة أن هذا المشروع سيرى النور بادن الله و سيكون بداية للدورات أخرى سيعمل كل الفاعلين على إنجاحها و الخروج بالمشروع إلى ارض الواقع و علية فأنا أتمنى أن يلقى نداء حب السينما صدى ايجابيا باعتباره فنا راقيا و عربون توجه السلطات و القادة السياسيين و المثقفين المحليين لجعل من اليمن بلد الحضارة قبلة و محطة متميزة للسينما حتى يحقق قفزة نوعية أسوة بالبلدان المجاورة. حاورها حميد عقبي * خاص باريس * المنسق العام لمهرجان صنعاء السينمائي 2008