قال احد الصحفيين في الانديبندنت الانجليزية "انسوا كان البندقية برلين إذا كنتم تعشقون السينما بوركينا فاسو هو البلد الذي يستحق زيارته لهذا الغرض " و نحن نقول انسوا واغا وتعالوا إلى مدينة خريبكة عاصمة الفن السينمائي الإفريقي من شماله إلى جنوبه و من شرقه إلى غربه . هذا العرس المزركش بالألوان و الموسيقى المفعمة بالحركة الدائبة وهي تتناول ذاتها بالدرجة الأولى ذات سوداء وبيضاء قاسمها المشترك كتابة سينمائية للثقافة و الحضارة الإفريقية بجميع تلوناتها و إشكالها التعبيرية تنطلق من قرية صغيرة في مكان ما بالقارة لكن بإبعاد دولية حينما تلعب الكاميرا الدور التعبيري للتعريف بالقارة الإفريقية في محيط شمله التهميش السينمائي المؤسسي في عدد من البلدان . مما جعل العديد من النقاد والصحفيين بل وحتى بعض المخرجين في أوروبا يؤكدون على غياب السينما الإفريقية في القارة العجوز . لكن وأنت تطلع و تتابع الأفلام المعروضة بالدورة الثانية عشر بمدينة خريبكة تكاد تقول بعكس ما ينشر هاهو الفيلم التونسي "سفرة يا محلاها " يخلق الاستثناء ويقول للعالم انه بإمكاننا إنتاج أفلام محلية تنقل معاناة داخلية لرجل عاش العالمين الأوروبي و الإفريقي يقرر في الأخير الانفصال عن الواقعين و بلغة سينمائية جعلت الكثير من المشاهدين يصفونه بالإطالة لكن خالد غربال يريد القول وبلغة سينمائية عالية تسبر الأغوار الداخلية لمحمد ( لعب الدور الفنان فريد شوبال ) و هو محاصر بالرفض الفرنسي و العائلي و الفيزيولوجي ليقرر الانتقال عبر الطائرة من فرنسا إلى تونس والسيارة تم الجمل إلى الصحراء ذات الدلالة القوية على الفراغ و الموت البطيء لكن الدالة كذلك على الكتابة السينمائية الراقية وهي تتابع محمد وكأنها بداخله تتلمس أحاسيسه عزلته واستعداده للموت . الكتابة الثانية جاءت من مصر حيث صور محمود كامل معاناة و عزلة المهندس خالد عن العالم والذي ترغب صديقته التوغل فيه بكل ما أوتيت من وسائل وهنا كذلك نلاحظ الكتابة السينمائية وهي تكشف عوالم الإنسان الداخلية وهي تجربة تستحق الدراسة . و تستمر المتعة السينمائي. وللسينما كلمة تختار صبيحة كل يوم للتداول في الكتب السينمائية الصادرة السنة الماضي أو الحالية هكذا تابع المهرجانيون قراءة في كتاب "خربوشة" للناقد خالد الخضري و الذي انطلق منه لبناء سيناريو فيلم "خربوشة" لصاحبه حميد الزوغي و الذي عرض في فقرة بانو راما ويحكي علاقة الناقد خالد الخضري مع هذه الفنانة المناضلة و القائد عيسى بن عمر احد قواد المغرب في نهاية القرن 19 . و انتقل إلى قراءة كتاب "صورة المهمش في السينما الوظائف و الخصوصيات" ضمن منشورات نادي اموزار للسينما و هو الإصدار الثاني يعرض لمحاضرات النقاد والباحثين : حميد اتباتو و اعميار عبد المطلب و محمد شويكة وعبد المجيد البكراوي و محمد البوعيادي في انتظار باقي القراءات . أما عشاق الممارسة السينمائية فقد اطروا تكوينهم بورشات السيناريو والمونطاج والتصوير . مما زاد العمق الثقافي و الفني لمتتبعي فقرات المهرجان بامتياز . هكذا فكل الأبواب مفتوحة على السينما والإفريقية خصوصا . خريبكة : من حسن وهبي ''الفوانيس السينمائية''