السينما تدق باب المسكوت عنه بإخراج إدريس الإدريسي بعد تلاثيته القصيرة "تبركيكة" "غمزة" ثم" ذاكرة " يطل علينا المخرج إدريس الإدريسي برابع تجربته الإخراجية له " صمت بصوت عال " لينجز هذا العمل السينمائي القصير في مدته الزمنية 31 دقيقة بتنسيق مع جمعية ماتقيش ولدي إنطلاقا من فكرة جديرة بالإهتمام والمتابعة إذ تعتبر سابقة في تاريخ السينما المغربية من حيث طرح موضوعها كفيلم سينمائي قائم الذات يحمل كل المقومات الإبداعية والجمالية وهو يكسر الجدار متناولا التحرش الجنسي ضد الأطفال كتيمة أساسية التي طالما تم السكوت عنها فنيا، كتب سيناريو وحوار الفيلم الحاج محمد دريد بتمكنه من بناء فيلمي تصاعدي جيد على مستوى الأحداث إذ تعيش عائلة لها طفلين كل الاطمئنان مع أبنائها لكن سرعان ما تتحول هاته السعادة إلى تعاسة بعدما تعرض طفلهم لحالة إغتصاب من طرف حارس العمارة ليبقى الغموض في القضية قائما مع ارتباك الطفل وعدم الإفصاح عن أي شيء سوى مطالبته بالسفر عند جدته هروبا من مواجهة واقعه كحالة نفسية عصيبة ألمت به هذا ما أبدعته كاميرا المخرج كذلك بإتقان من خلال وجوه أطفال آخرين تعرضو لنفس الحالة، حين إجتمعوا يوم عيد الميلاد وفجأة دخل إليهم حارس العمارة يقبلهم ويوزع الحلوى، لقد أبرز فيلم "صمت بصوت عال" بدءا من عنوانه الشاعري دلالات عميقة في مغزاها وإشارات نفادة في محتواها صاغها المخرج بحكامة ليجعل لغة الصورة ناطقة من دواخل الشخصيات التي تقمصت أدوارها باحترافية كبيرة نخبة من الممثلين على رأسهم صلاح الدين بنموسى محمد خيي ، أمال التمار، فاطمة شيكر إضافة إلى الأطفال الذين أبدعو بامتياز وعن اقتناع بادوارهم في مقدمتهم فؤاد المختاري وشرف ربيع ليكتمل العمل الفيلمي متقنا بتوضيف موسيقي جميل أبدعه يونس ميكري محسوسا تماشيا مع طبيعة المشاهد وتركيزها في صناعة بلاغة سينمائية متكاملة المواصفات لاسيما وأن المخرج إدريس الإدريسي له من التجربة ما تؤهله لذلك كمخرج مسرحي واشتغاله الطويل بقسم الدراما بالقناة الأولى هذا الذي جعله ينظر من واجبه كسينمائي لظاهرة اجتماعية يذهب ضحيتها العديد من الأطفال ويقدمها لنا من خلال فيلم "صمت بصوت عال" منبها الأباء والأمهات وحتى الأطفال وهم يتابعون الشريط بتمعن معلنا عن قوة الصورة في إبلاغ الرسالة المتوخاة في إتارة الإنتباه مع أخد الحيطة والحدر لمحاربة الظاهرة وبعد تقديم لعرض ما قبل الأول بمسرح محمد الخامس إحتضن جمهور مدينة مشرع بلقصيري الشريط بحفاوة المتابعة والاهتمام ،إذ كان شغف المساءلة والمناقشة فاعلا من طرف الحاضرين مع المخرج إدريس الإدريسي من خلال أمسية سينمائية نضمتها جمعية أنفاس للمسرح والسينما بدار الشباب القدس. مصطفى ضريف ''الفوانيس السينمائية''