يستمر رئيس مؤسسة مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية الذي هو في نفس الوقت مدير المركز السينمائي المغربي في حربه ضد الجمعية المغربية لنقاد السينما بعد واقعة المهرجان الوطني التي يعرفها الجميع حيث تجرأ وحاول حذف جائزة النقد التي ظلت الجمعية تقدمها للأعمال الوطنية المتميزة منذ مدة وقبل حلوله بالمركز. في هذه المرة حذف مدير المركز السينمائي المغربي من لائحة المدعوين كل من يشم فيه رائحة النقد البناء وكل من تسمح له نفسه مناقشة السياسة السينمائية التي ينتهجها مركزه بالرغم من أن مهرجان خريبكة لا علاقة له بالمركز السينمائي المغربي إذ أسسته الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب بارتباط مع مناضلي الأندية السينمائية في السبعينات الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل أن يظل إشعاع هذا المهرجان مغايرا لكل أنواع الاحتواء وكل أشكال السيطرة إلى أن أصبح شيئا فشيئا مع مرور السنين مهرجانا مقهورا يستنشق الهواء الوحيد ويأتمر بالأمر الأحد. إن المكتب المسير للجمعية المغربية لنقاد السينما،إذ يندد بهذا السلوك الذي يضرب مبدأ الإشراك ويقوض ثقافة الانفتاح والتشارك، ويتصرف بنوع من الشوڤينية والانتقائية، ويعمل على إقصاء المهنيين الشرفاء، كما أنه يخفي بين ثناياه خوفا من الرأي الآخر والهروب إلى الوراء حيث كانت البلاد تخضع للثقافة الواحدة وللسياسة الواحدة، ليؤكد للرأي العام أن الجمعية تتعرض للإقصاء بسبب مواقفها المعارضة لشكل تدبير الشأن السينمائي من طرف المركز السينمائي المغربي المتمثل أساسا في نهج سياسة التشتيت والتلغيم والتآمر مثلما يحدث الآن على صعيد غرف المنتجين التي تحولت بقدرة قادر إلى ثلاث غرف متطاحنة، تماما كما حدث بالنسبة لجمعيتنا التي تعرضت إلى محاولات التقسيم عن طريق خلق جمعيات تابعة وصامتة تجاه ما يجري في الساحة السينمائية ، إضافة إلى سحب الدعم عن مجلة "سينما" لا لشيء سوى أننا نشرنا مقالا لسعد الشرايبي، المخرج الذي يعتبره مدير المركز السينمائي المغربي من ألذ أعدائه رغم عطاءاته الغزيرة والمتميزة والتي يشهد له بها الجميع. تتعرض الجمعية أيضا للإقصاء بسبب معارضتها لحذف المسحة الثقافية عن المهرجانات التي يشرف عليها المركز السينمائي كحذف تقديم الإصدارات وتنظيم لقاءات وندوات ينحني فيها أصحابها أمام السياسة المتبعة من طرف المركز والتهليل لها، وأيضا لمطالبتنا بتكريم الذين هم أهل للتكريم مثلما يحدث الآن في هذه الدورة حيث كان من المفروض تكريم أحد قيدومي أطر الأندية السينمائية الذي يعاني الآن من مرض عضال وهو في حاجة إلى التفاتة ورعاية خاصتين ألا وهو الصديق عبد الرزاق فخر غازي الذي كان يقضي الليالي بأكملها في محطات القطار من أجل أن تصل روائع الأفلام إلى كافة الأندية على طول خريطة المملكة. يؤكد المكتب المسير للجمعية أيضا أنه لن تنال منه مثل هذه الأساليب وأنه لن يصمت على كل التجاوزات وأن موقفه في الدفع بإشراك الجميع في المهرجانات السينمائية يأتي في إطار المطالبة بتحقيق مبدأ الشفافية – المرتبط بتنزيل الدستور - في تدبير المهرجانات التي تَصْرِفُ عليها الدولة بشكل مباشر. فالمهرجان تُمَوِّلُه مؤسسات عمومية كوزارة الاتصال والمكتب الشريف للفوسفاط والمجلس البلدي لمدينة خريبكة عن طريق مؤسسةٍ من المفروض أن تسير وفق أعراف المهنية والديمقراطية.. فكيف يمكن الحديث عن رِيَادَة المغرب السينمائية على المستوى الإفريقي وفقا لهذه العقلية التي تكرس الإقصاء والتهميش؟! من هنا تطالب الجمعية المغربية لنقاد السينما جميع المتدخلين في المهرجان من وزارة وصية ومجلس بلدي وجامعة الأندية السينمائية ومكتب شريف للفوسفاط أن يعملوا على جعل مهرجان خريبكة وغيره مهرجانا للجميع، وعلى ضمان تمثيلية الجميع في التدبير وفي الندوات وفي كافة أنشطة المهرجان مع الحفاظ على طابعه الثقافي التعددي. وكل هذا لن يتحقق إلا بالانفتاح على كل الفعاليات المؤثرة في الحقل السينمائي الوطني والإفريقي بدون حساسيات وبدون حسابات ضيقة. حرر في 01 يوليوز 2012 عن المكتب خليل الدمون رئيس الجمعية خاص ب: ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر والكاتب عند الاستفادة