خصص الزميل الصحفي ميلود بوعمامة المعد والمقدم لبرنامج " بانوراما السينما", الذي يبث على أمواج إذاعة وجدة الجهوية (= شرق المغرب )، إحدى حلقاته لموضوع يحضى بأهمية قصوى وبالغة ألا وهي " القرصنة", حيث تمت استضافة الكاتب العام للمكتب المغربي لحقوق المؤلفين السيد بدر الدين بنسعيد عبر الهاتف مباشرة من الرباط. ولقرابة خمس وأربعين دقيقة تناول البرنامج قضية القرصنة وارتباطها بالاقتصاد الحدودي للجهة الشرقية وحتى على الصعيد الوطني, والضرر الذي تخلفه هذه الآفة من انعكاس سلبي على المبدعين في مجالات الأغنية والسينما ومجالات أخرى عديدة , إذ يتم استقدام الأقراص المقرصنة من الثغرين المحتلين (= سبتة ومليلية المغربيتين)، وتنتشر فضاءات بيعها بين أزقة وشوارع المدينة بكل حرية من طرف أباطرة هذه التجارة غير الشرعية وتمويلهم للسوق المحلية والجهوية وكذا الوطنية , متوسلة في ذلك بالأجهزة المعلوماتية المتطورة لتقليد المنتوج الأصلي وتستعمل في استنساخ الآلاف من السيد يهات المقرصنة, وفي هذا الصدد كشف السيد بنسعيد عن عدد من الأرقام والمعطيات حول الظاهرة التي اعتبرها جريمة شنعاء في حق كل المبدعين المغاربة كيفما كان نوع اشتغالهم الفني, ولعل ضبط ما يقارب المليونين من السيد يهات المقرصنة التي أعلن عنها المكتب المغربي لحقوق المؤلفين حدا به إلى ضرورة مناقشة وتفعيل الجانب القانوني للمكتب كما جاء على لسان السيد بنسعيد الذي اعتبر أن دور المكتب يكمن في التنسيق مع الأجهزة الأمنية من شرطة ودرك وجمارك في الرصد والتصدي لهذه الظاهرة التي أضحت تنخر الاقتصاد الوطني في العمق , كما اعتبر أن المواطن مسئول بالدرجة الأولى على هذه الظاهرة، بل اعتبر اقتناء تلك السيدبهات تصرف غير وطني لأن الوطنية تقتضي عدم الإخلال والإساءة بالاقتصاد الوطني خصوصا وأن قيمة تلك الأقراص دون مستوى الجودة، كيف لا وثمنها يصل إلى ثلاث دراهم، إنما في واقع الأمر ستكلفه أكثر من المبلغ المالي المستحق في الأقراص الأصلية وكما يقول المثل المغربي " فرخصو تخلي نصو". دور المستهلك في هذا المجال مهم جدا, ومن هنا دعا إلى ضرورة الإقبال على المنتوجات الأصلية والابتعاد عن تلك المقرصنة, لأن ثمنها لا يغري بقدر ما يضيع حقوقا كثيرة على مجموعة من المبدعين وعائلاتهم التي يعولونها . واختتمت الحلقة بالوقوف على بعض الإجراءات والتدابير وسرد بعض الحلول من طرف الضيف للحد من تفاقم الآفة وذلك بالتعاون مع كل الفعاليات المتدخلة في الموضوع وعلى رأسها الوزارة الوصية والمكتب الوطني لحقوق المؤلفين, المركز السينمائي المغربي وكذاالاجهزة الأمنية. وتجدر الإشارة أن برنامج " بانوراما السينما" هو الوحيد الذي تطرق لهذا الموضوع الهام من حيث الانتشار المكاني هذا من جهة، ومن الناحية الإعلامية من جهة أخرى على اعتبار أن الجهة مكان موضوع الحلقة، تشكل بؤرة حقيقية لتفشي هته الآفة الخطيرة ومنفذ رئيسي لتسربها. فاطمة بوبكري