فليم سياسي أمريكي من إخراج مايك مان سنة 1999، ويروي القصة الواقعية لجيفري ويكاند نائب رئيس البحث والتطوير لشركة كبرى تنتج السجائر، والذي أصبح المبلغ عن المصيبة والفاضح لها. وهي أيضا قصة الصحافي لويل بيركمان وبرنامج تلفزي "60 دقيقة" ، كشفوا عن أسرار حول ممارسات مشكوك فيها لصناعة التبغ والمخاطر الناجمة عن التدخين. ورغم كل التهديدات والضغوطات التي مورست على البرنامج و على الصحافة وعلى الفاضح من طرف الجهات المسؤولة والتي جعلتهم وخاصة جيفري ويكاند يعيشون لحظات من القلق والتوتر الشديدين. الفيلم من إخراج ميكائيل مان وسيناريو اريك روث وميكائيل مان، من المقالة التي كتبتها ماري برينير: "الرجل الذي عرف أكثر من اللازم" في مجلة فاني فير. حصل منتج برنامج "60 دقيقة" على وثائق سرية بواسطة موظف في شركة التبغ العملاقة فيليب مورس. ولكي توضح الرؤيا أكثر استدعى المدير السابق للبحوث في الشركة المذكورة، والمطرود من هذه الشركة للإدلاء بشهادته في البرنامج المذكور وأمام المحكمة. وكان جيفري ويكاند شجاعا وجريئا. وأوصلته جرأته أن ينتهك شرط سر المهنة الذي يربطه مع شركته. وانفرجت الحقيقة، فصناع السجائر يلجأون إلى استخدام مكونات كيميائية تزيد من الإدمان والتشبث بالنيكوتين وتأثر مباشرة على الدماغ والجهاز العصبي المركزي. لقد حصل الفيلم على جوائز عدة (أوسكار 2000 وكولدن كلوب 2000) إن ميكائيل مان صاحب الفيلم الأسطورة "الحرارة" "Heat" عاد مرة ثانية مع آل باشينو في فيلم كبير جدي وجريء متصديا لقوة ضغط كبرى في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ويتكلم ميكائيل مان عن رجل تساء معاملته من طرف رؤسائه. وهو إطار كبير في الشركة، وملتزم بقانون السر المهني والسر الصناعي مع هذه الشركة، والذي أصر على مواجهة كل الضغوطات التي تعرض لها شخصيا وتعرضت لها أفراد عائلته وخسر كل شيء ليبوح بأسرار هزت المجتمع وأثارت غضب شركة التبغ وأصبح يعيش كابوسا يوميا. لقد أتقن المخرج ميكائيل مان فيلمه وجعله حاملا لعدة لقطات من النضال ومن المحاربات القانونية والأخلاقية والمهنية. واعتمد في ذلك على ممثلين أكفاء مثل آل باشينو وروسيل كراو. لابد أن نذكر أن الفيلم لم يبد رأيا واضحا ضد التدخين، ولكنه أوضح كيف أن حفنة من الرجال يمكن أن تكافح وتقف كحجر صلب أمام جبروت وهيبة الشركات الكبرى القوية. وامتاز الفيلم بحوارات ثنائية وجماعية إنسانية تتبلور حول القيم والأخلاق التي يجب أن يكون عليها مجتمعنا، ممزوجة بالعواطف والحوارات الحارة المؤلمة. وقد أكد بعض النقاد أن ميكائيل مان لم يتطرق بصراحة إلى مشكل التبغ ومضاره، وممارسة صناع التبغ لرفع مستوى مبيعاتهم والبحث عن مدمنين جدد. هناك العديد من الأفلام ضد التبغ وهناك العديد من القوانين ضد التبغ وإشهاره... ولكن التبغ لازال واقفا وفي ازدياد متواصل ومستمر. الدكتور بوشعيب المسعودي خاص ب: ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر والكاتب عند الاستفادة