استشهد يوم السبت 12 مارس المخرج الوثائقي ومصور قناة الجزيرة القطري علي حسن الجابر، وهو يؤدي واجبه المهني والاعلامي من اجل قول الحقيقةّ،حقيقة ما يجري في ليبيا حيث حماقة الالتصاق بالكرسي والتسلط على شعب أراد ان ينفض عنه غبار القهر، والبحث عن عالم أفضل،عالم الحرية والقدرة على قول لا، وتدبير أفضل ضمن رؤية تشاركية لخيرات هذا البلد العربي. استشهد هذا الرجل القطري العربي حتى النخاع ، والذي سبق أن أخرج مجموعة من الافلام الوثائقية ،كما اشتغل المرحوم بقناة الجزيرة العديد من السنوات، وهو مكون بطريقة علمية وأكاديمية في مجال اشتغاله وكتب له ان يستشهد برصاص الجنون السياسي ،جنون هذا"الحاكم" العربي الذي استفرد بشعب طيلة 42 سنة دون أن يحقق له شيء يذكر، سوى خطابات جوفاء اصبح العديد منها عبارة عن نكت ومادة اعلامية تتداول في الجرائد والمواقع والمجلات والمقاهي،مات حسن علي الجابر برصاص سيظل شاهدا على رغبة هذا الانسان الليبي في أن يمتطي ركب التقدم العلمي والثقدم المعرفي والاجتماعي الخ في ظل أجواء بناء نظام من اختيارات هذا الشعب الأصيل المحب للكرامة والانفتاح والرغبة في العطاء وتقاسم قيم التسامح والتعايش والتساكن. عزاؤنا لرفاقه في المهنة ولكل أفراد أسرته الصغيرة. كنت في بيتي مشدودا ومتلهفا لكل الأخبار التي تقدم بهذه القناة،و"أنا" المهووس بتحليل الصورة حتى النخاع،كنت من الذين شاهدوا وتتبعوا خبر قتل هذا الرجل الذي سيسجل التاريخ،أن رمال وتخوم ليبيا قد ارتوت بدم الشهداء،شهداء من أجل الحرية والكرامة،وعدم تضييع أموال هذا الشعب الأصيل في صراعات ثنائية/عائلية مع الغرب،وتدخلات غير مبررة في شؤون الغير، اكتويتنا بها حتى نحن المغاربة،في العديد من المحطات التاريخية ونحن نناضل من أجل استرجاع أراض مغربية تؤكد كل الأدلة التاريخية والدموية والجغرافية والثقافية الشعبية الخ،أنها جزء لا يتجزء من تربة هذا الوطن الذي يتسع للجميع،وفي ظل وؤى تقاسمية لكل آلامنا/آمالنا. قتل،إذن، الشهيد حسن علي الجابر، وكان سبب كتابتنا لهذه السطور ما نتقاسمه وإياه من رغبة في قول أشياء عديدة بواسطة الصورة،كم كانت شهادات أصدقائه من بنغازي قوية وصادمة لمجنون السلطة ومن يدور في فلكه، كل سكان بنغازي الباسلة خرجوا بمجرد ما سمعوا بنبأ استشهاد هذا الاعلامي والمخرج الوثائقي القطري والعربي الذي،قدمه أحد رفاقه في المهنة من بنغازي بأنه محب لمهنته،باحث راغب في نقل الحقيقة الى كل الناس،ذاكر مؤمن مصل،ومتواصل ومتسامح مع الجميع. استشهد الرجل، برصاص الجنون السياسي،رصاص لم يجد معه أحد أطباء بنغازي صعوبة،في أن يظهره للجميع وقد استقر في قلب الرجل ليفارق الحياة، ويدخل من قتله قفص الذل والمهانة.مرة أخرى نجدد عزاءنا لذويه وكل أصدقائه في المهنة،وإنا لله وإنا اليه راجعون. د.الحبيب ناصري