عن دار النشر "كتب ليكسينكتون"، شهدت أواخر سنة 2009 صدور أول كتاب أمريكي بالانجليزية حول السينما المغربية للكاتبة الأمريكية ساندرا ڭايل كارتر (Sandra Gayle Carter) تحت عنوان: «ما السينما المغربية؟ دراسة تاريخية ونقدية (1956-2006)». وألفت كارتر كتابها بناء على دكتوراه (تحمل عنوان: السينما المغربية: ما السينما المغربية؟) كانت قد ناقشتها بجامعة تكساس بأوستين، وذلك في دجنبر 1999. ونشر الكتاب ضمن سلسلة ضخمة تحت عنوان:"بعد الإمبراطورية: العالم الفرنكوفوني وفرنسا الما بعد الاستعمارية" ، من تنسيق ڤاليري أورلاندو من جامعة ماريلاند بأمريكا. ويقع الكتاب في 379 صفحة من الحجم المتوسط، وينقسم إلى أربعة فصول، بالإضافة إلى مقدمة طويلة (41 صفحة) وشاملة لأهم عناصر الكتاب، دون أن نغفل وجود ملحق فيلموغرافي خاص بالأفلام القصيرة والوثائقية والطويلة وكذا أسماء المخرجين. وتطرقت كارتر في الفصل الأول "إرساء أسس الصناعة، 1956-1970" إلى الدور الذي لعبه المركز السينمائي المغربي في فترتي ما قبل الاستقلال وبعده فيما يخص إرساء أسس الصناعة السينمائية بالمغرب، وتوقفت كذلك عند إشكالات العرض والتوزيع والرقابة والأندية السينمائية والقوافل السينمائية وأفلام ومخرجي هذه المرحلة (نشير إلى أن هذه العناصر تتكرر في كل فصل مع إضافة عناصر أخرى). وتوقفت عند حياة المخرجين الآتية أسماؤهم: محمد عصفور، والعربي بنشقرون، والعربي بناني، محمد بن عبد الواحد التازي، ولطيف لحلو، وأحمد المسناوي؛ كما قدمت قراءة للأفلام الآتية: الحياة كفاح، وشمس الربيع، ووشمة. واشتمل الفصل الثاني "بحثا عن تحديد جمالية مغربية، 1971-1985" على نفس إشكالات الفصل الأول، غير أنه تمت إضافة العناصر الآتية: الدور المتغير للمخرج، مسألة التحكم الفني، أسلوب الفيلم، المختبر، التكوين، الضرائب، الدعم السينمائي، التمويل الخاص، الإخراج الجماعي، العلاقات بين المخرجين والعارضين والموزعين، المهرجانات السينمائية الوطنية، واللقاءات السينمائية بخريبكة. وقدمت قراءة للأفلام الآتية: الحال ومن الواد لهيه وكابوس؛ كما وقفت عند السيرة الذاتية والمهنية لنبيل لحلو والجيلالي فرحاتي ومصطفى الدرقاوي ومحمد لعليوي، وأحمد مسناوي، وقويدر بناني. وطعمت كارتر الفصل الثالث "تطورات جديدة وجماهير جديدة، 1986-2006" بعناصر جديدة لم تتطرق لها من قبل كدور ووظيفة السينما بالمغرب، العلاقات بين المغرب والدول الأخرى، الجمهور المغربي، الخزانة السينمائية المغربية، الإنتاج المشترك، الإنتاج التعاوني، تفاصيل أموال الدعم، شكاوى ضد التمويل الجديد، التغييرات المتوقعة بخصوص الدعم، توجهات جديدة في توزيع وعرض الأفلام المغربية، التوزيع والعرض خارج المغرب، التربية السينمائية ومبادرات التكوين في المغرب، مختلف المهرجانات في المغرب، مهرجان الرباط. واستعرضت حياة وتجارب المخرجين الآتيين: نبيل عيوش ومريم باكر ورشيد بوتونوس وإسماعيل فروخي ونورالدين لخماري وحسن لكزولي وداوود أولاد السيد ومحمد مزيان وفريدة بنليزيد وعبد القادر لقطع وحكيم النوري ومحمد عبد الرحمان التازي ومحمد عسلي وليلى المراكشي. وقدمت قراءة في الأفلام الآتية: باب السماء مفتوح، حب في الدارالبيضاء، الطفولة المغتصبة، البحث عن زوج امراتي، فوق الدارالبيضاء الملائكة لا تحلق، علي زاوا، وماروك. وخلصت كارتر في الفصل الأخير "السياسات، والتطورات الأخيرة، والموضوعات، والاستنتاجات" إلى تركيب رؤى استشرافية لمستقبل السينما المغربية، وتوقفت كذلك عند النقط الآتية: المركز السينمائي ومواصلة الدعم، أفلام ومخرجين، تمثل السينما المغربية للأمة والشعب. ووقفت في الأخير عند الموضوعات الأكثر استحضارا في السينما المغربية- حسب رأييها: النساء، والهجرة، والتقليد والحداثة، والتجربة الاستعمارية، وبيروقراطية الدولة، والتشاؤم والفشل. ونشير في الأخير إلى أن كارتر قامت باستجواب أغلبية المخرجين المغاربة الذين اشتغلت على أعمالهم، وبعض الممثلين، ومجموعة من النقاد السينمائيين؛ وقد سبق لها أن حضرت بعض حلقات البرنامج السينمائي السابق "زاوايا"، وكذا مجموعة من المهرجانات الوطنية. سعيد شملال ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر عند الاستفادة