أسدل الستار عن الدورة الثانية عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، معلنا تتويج مجموعة من الأعمال المتميزة لتتشكل خريطة العالم السينمائي من جديد ببروز دول كانت بالأمس القريب دولا نامية سينمائيا لبنان مثلا.... السؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح هوما موقع البلد المستضيف للمهرجان،،،؟ طبعا كانت مشاركة المغرب الذي ما زال يراهن في تحقيق مجده السينمائي على كمية الإنتاج والسياسة العشوائية لتسيير المشهد، بفلمين الأول "يا خيل الله " لنبيل عيوش والثاني "زيرو" لنوردين لخماري، وتميزت الدورة بالاحتفال بمئوية السينما الهندية كإحدى المدارس التي أثبتت جدارتها، ولنا أن نأخذ على محمل الجد كلمة النجم الهندي أميتاب باتشان حين سئل عن سر تفوق السينما الهندية والتي لخصها في ثلاث لقطات رئيسية اللقطة الأولى: العدالة في زمن الربيع الفكري و الثقافي الديمقراطي لم يعد مسموحا بالديكتاتورية الإبداعية ، لذا وجب إعادة هيكلة المؤسسات الوصية على المشهد السينمائي بالمغرب، وذلك عبر دمقرطتها وتشكيلها بشكل نزيه لا بمنطق النفوذ والقرارات العليا، دون أن ننسى تقنين المجال سواء فيما يخص مهني القطاع من منتجين ومخرجين وتقنيين، لأن السينما بالمغرب أصبحت مهنة من لا مهنة له، لكي نتمكن من تحقيق العدالة السينمائية. اللقطة الثانية : الحرية إذا كانت التيمة الثابتة في السينما المغربية لدى الجيل الأول خلال مرحلة السبعينيات الى حدود الثمانينيات هي تيمة الهجرة، سواء الهجرة من القرية نحو المدينة أو بشكل معكوس، والتي أرخت لأفلام رغم بساطتها في ما يخص الجانب التقني تبقى تحفا سينمائية، فإن الجيل الجديد من المخرجين المغاربة مع بعض الاستثناءات، اشتغل أكثر على موضوع تكسير الطابوهات خصوصا في ما يخص تيمة الجنس والجسد والذي أصبحت تيمات مستهلكة، لكن الغائب الكبير هو تيمة السياسة والمقرونة في بعدها الأعمق بالحرية ولكي نتحدث عن حرية حقيقة وجب الإشتغال على الذاكرة السياسية للمغربية ، الشيء الذي سيولد لنا مخرجين مؤثرين وسينما لها رؤيا، لا مخرجين يبدعون أفلاما تحت الطلب. اللقطة الثالثة : الحب ما ينبغي أن يدركه المخرج المغربي والمؤسسات الوصية، أن السينما ليست أداة ثانوية ، السينما حب وابراز لإنسانية الشعوب ومعاناتها وافراحها وتاريخها ولم تكن يوما للترفيه على حد قول بازوليني. ما بعد مهرجان مراكش، هي مجرد ثلاث لقطات لفيلم قصير يستحق المشاهدة والتأمل والتحليل ليكون خارطة طريق السينما المغربية. عبداللطيف الطالبي