رغم أجواء الحرب والأوضاع الأمنية المضطربة، احتفل المواطنون الليبيون في مدن ومناطق مختلفة بذكرى المولد النبوي الشريف وسط فرح بهذه المناسبة الدينية. المولد النبوي أو "الميلود" كما يحب الليبيون تسمية هذه الذكرى، حيث تعيش المدن الليبية على مدى أسبوع احتفالات بهذه المناسبة بإقامة الأنشطة الدينية والندوات الفكرية. واكتست شوارع ليبيا بالزينة قبل أيام من ذكرى المولد النبوي، كما تقبل العائلات على شراء هدايا من القناديل والألعاب للأطفال احتفاء بهذه المناسبة. وتتفنن العائلات الليبية في صنع أكلة العصيدة ليلة المولد بالتمر وزيت الزيتون أو بالعسل والسمن أو بالزبدة وتجتمع على مائدة واحدة وهم يرددون الابتهالات والأدعية. ويخرج الأطفال والشباب حاملين القناديل وهم يرددون "هذا قنديل وقنديل.. يشعل في ظلمات الليل" و"هذا قنديلك يا حواء.. يشعل من المغرب لتوا" و"هذا قنديل الرسول.. فاطمة جابت منصور" وهم يمرون على البيوت التي توزع الحلوى والهدايا والبخور وماء الورد على مواكب المحتفلين. الزوايا الصوفية ويجوب مريدو الزوايا الصوفية شوارع ليبيا لإحياء هذه الذكرى بينما تقيم زوايا أخرى ابتهالات دينية ومديح للسيرة النبوية إضافة إلى إنشاد المالوف والموشحات الأندلسية. ويقول الشيخ محمد الصور، إن الليبيين "يتنظرون هذه المناسبة الدينية للاحتفال واستقبال الشباب والكبار على مائدة الأذكار". ويضيف الصور في حديث ل"أصوات مغاربية"، أن المشاركين في هذه الاحتفالات الدينية "يرتلون قصائد البردة والبغدادي التي تحتفي بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم". واسترسل قائلا: "في بداية شهر ربيع الأول تقوم الكثير من المساجد بقراءة قصائد مدح النبي الكريم ثم في يوم المولد النبوي نحتفل بالمولد بقراءة السيرة النبوية والإنشاد ونختتم كل احتفال بأكلة العصيدة والاحتفال باختتام البغدادي بجميع الزوايا الصوفية في ليبيا". ويوضح المتحدث، أن الاحتفالات كانت بسيطة في الزوايا ولكن "بعد ظهور الغلو والأفكار المتطرفة في الآونة الأخيرة، أضحى الليبيون يجدون في الزوايا الصوفية نموذج التدين الوسطي والمعتدل".