شكل موضوع "التدبير المستدام للنفايات الصلبة بإفريقيا" (أفريواسط 2018)، محور ورشة دولية، انطلقت اليوم الأربعاء بمراكش، بحضور عدد من الخبراء والباحثين والمهندسين من مختلف بقاع العالم. وتندرج هذه الورشة، المنظمة من قبل جامعة القاضي عياض يمراكش بتعاون مع جامعة دارمشتات بألمانيا، وجامعة نانكي أبروكبا (الكوت ديفوار) وجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، في إطار مشروع "ترانس4بيوتيك" الممول من طرف الوكالة الألمانية للتبادل الجامعي ووزارة التربية والبحث بألمانيا. وتتوخى هذه الورشة، التي تعرف مشاركة خبراء وطلبة باحثين من عدة دول إفريقية (المغرب،الجزائر، مصر، الكوت ديفوار، الكاميرون، الكونغو برازافيل، نيجيريا، أوغندا، تنزانيا) وبلدان أوروبية (إيرلندا، ألمانيا) ومن آسيا (الباكستان والصين) والولايات المتحدةالأمريكية، معالجة القضايا ذات الصلة بالتدبير المستدام للنفايات الصلبة من خلال النهوض بأفضل الممارسات والمفاهيم وكذا تقنيات المعالجة وتثمين النفايات الصلبة. كما تهدف هذه الورشة إلى تحسيس وإطلاع الباحثين والفاعلين السياسيين والمقاولين والمواطنين على آخر المستجدات والتقنيات المستعلمة في مجال تدبير النفايات الصلبة خاصة فيما يتعلق بكيفية الانتقال من الاقتصاد "الخطي" إلى نموذج دائري يحافظ على قيمة الهواء والمنتجات لأطول فترة ممكنة ويسهل إعادة استخدام مكونات المنتجات . كما تعالج هذه الورشة، على مدى ثلاثة أيام، المشاكل المرتبطة بجمع النفايات المنزلية وتقنيات معالجتها من حيث مبدأ "إير 3"، وكذا تثمين النفايات كمصدر للطاقة، ومشكل النفايات الصناعية، والنفايات السامة والسياسات والاستراتيجيات المتبعة في هذا المجال وأدوات دعم القرار والاقتصاد الدائري. ومن شأن هذه الورشة تمكين الباحثين والخبراء والمهندسين الذين يمثلون بلديات و مؤسسات خاصة وعلمية من تبادل وجهات النظر والخبرات ومناقشة التقنيات والمفاهيم المبتكرة للتدبير المستدام للنفايات الصلبة وكيفية معالجتها. وأجمع المشاركون خلال الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء، أن تدبير النفايات يعتبر من بين المشاكل ذات الأولوية في القارة الإفريقية، لكون إنتاج النفايات يزداد في المجال الحضري الصناعي مما يؤدي إلى تجاوز قدرات المعالجة والتدبير لدى معظم البلدان على مستوى القارة الإفريقية. وبعد التأكيد على حجم هذه الإشكالية، التي تعد من بين الانشغالات الحالية، أبرز المشاركون أن أغلبية البلدان الافريقية تواجه اليوم مشكل ضعف وغياب التكنولوجيا والمنهجيات للتخلص المناسب من هذه النفايات وكذلك المعدات الكافية للتدبير الأفضل والعقلاني للنفايات وخاصة مع التكلفة الباهظة التي يحتاجها هذا التدبير. وأعربوا عن أملهم في أن تتمخض عن أشغال هذه الورشة العلمية أفكار وتوصيات قابلة للتطبيق بخصوص النفايات الصلبة بإفريقيا. وتميزت الجلسة الإفتتاحية لهذه الورشة بتقديم عرضين من طرف عبد الغني أوشن عن المجلس الجماعي لمراكش والمديرة التنفيذية لمنظمة المجتمع المدني بغانا (البيئة 360) ، السيدة كوردي عزيز، تناولتا على التوالي "تدبير النفايات على مستوى مدينة مراكش" و"استغلال النفايات، مثال للإقتصاد الدائري بإفريقيا". كما تعرف الورشة تنظيم جلسات عامة تهم بالخصوص"جمع النفايات المنزلية الصلبة"و"الطاقة الناجمة عن النفايات" و"التقليص والفرز وإعادة التدوير"، "السياسات والاستراتيجيات، الدعم والاقتصاد الدائري"، فضلا عن تنظيم زيارات تقنية ميدانية لمراكز طمر وتثمين النفايات بمراكش ومحطة تصفية المياه العادمة التابعة للوكالة المستلقة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش. المصدر: الدار/وم ع