أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء، بواشنطن، مباحثات مع وزير الخارجية الأمريكي مايكل بومبيو، في اطار الدورة الرابعة للحوار الاستراتيجي بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية. وتم الاتفاق في هذه الدورة الرابعة للحوار الاستراتيجي، على إنشاء مجموعة العمل حول إفريقيا، التي عقدت اجتماعها الأول في واشنطن في فبراير 2019 بهدف تعميق التعاون والتنسيق في افريقيا.، كما تعكس هذه المباحثات الطبيعة الاستثنائية للشراكة الامريكية المغربية و تترجم قوة علاقات الصداقة والتقدير والثقة بين البلدين. وتتميز العلاقة بين الدولتين، بوجود صلات قوية و سلسة بين البلدين، كما ان العلاقة متعددة الأبعاد ضمن إطار عملي يتم تعزيزه وتجديده باستمرار، علاوة على العلاقة التاريخية والتحالف الطويل الأمد القائم على التفاهم والاحترام المتبادل. من جهة أخرى، أبدى الجانبان رغبتهما الأكيدة و المشتركة في تحديد مسار أكثر طموحًا للشراكة الاستراتيجية، وعلى أهمية وضرورة استمرار الحوار البناء الذي سمح بإنشاء آليات منظمة وفعالة (المغرب حليف رئيسي خارج حلف الناتو ، اتفاقية التجارة الحرة ، مؤسسة تحدي الألفية ، الحوار الاستراتيجي) من أجل تعاون متنوع وموحد. مباحثات رئيس الدبلوماسية المغربية بنظيره الأمريكي، شددت أيضا على الحاجة إلى توحيد الجهود المغربية والأمريكية لأجل تطوير الأدوات الحالية خدمة للتنمية و ضمانا للسلام والاستقرار الإقليمي، مع التأكيد على أن الجانب الأمني (المدني والعسكري) هو ركيزة مهمة للشراكة الاستراتيجية بين البلدين. اللقاء كان فرصة للوقوف على تقدم اصلاحات المغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة في جميع المجالات، التي جعلت من المغرب قطبا للاستقرار في المنطقة بأسرها، من خلال قيام جلالته بدور فعال وانخراط بناء على المستوى الاقليمي و الدولي في سياق معقد و متحول، كما جددت واشنطن دعمها المستمر للنهج المغربي الاستباقي والطموح والشامل الذي أسس للمسار المتطور للإصلاحات، وكذا التقدم الديمقراطي في إطار إجماع وطني قوي. وخلال هذه المباحثات، أشاد وزير الخارجية الأمريكي بقيادة جلالة الملك محمد السادس للإصلاحات التي دشنها منذ أكثر من عقدين، و التي وصفها بالشجاعة والبعيدة المدى.، كما أعرب المسؤول الأمريكي أيضًا عن امتنان الولاياتالمتحدة للدعم المستمر والقيم لجلالة الملك محمد السادس تجاه القضايا المشتركة و المواضيع ذات الاهتمام المشترك مثل السلام في الشرق الأوسط والاستقرار والتنمية في افريقيا ، بالاضافة الى الأمن الإقليمي. من جهة أخرى، أثنى المسؤولان على التدريبات العسكرية المشتركة : الأسد الأفريقي و عملية lightning handshake و epic guardian ، كما ناقشا سبل تعميق التعاون العسكري الممتاز على مستوى السياسات الاستراتيجية، بالاضافة الى الاتفاق على مواصلة تعاونهما لتعزيز مصالحهما المشتركة في الاستقرار الإقليمي ودحر الجماعات الإرهابية ، بما في ذلك تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وداعش. وفي هذا الصدد، صف وزير الخارجية الامريكي المغرب ب "الشريك المستقر والدولة المصدرة للأمن"، كما هنأه على رئاسته المشتركة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب (GCTF) وكذا على دوره النشط في التحالف الدولي ضد داعش، كما ناقش ناقش الطرفان الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب في إفريقيا من خلال بناء قدرات الأجهزة الأمنية في المنطقة ، بما في ذلك بناء منصة مشتركة للتعاون الأمني، و كذا التهديد الذي تشكله إيران وحلفاؤها والجهود التعاونية لمكافحة محاولات نشر النفوذ الإيراني في المنطقة ، بما في ذلك شمال غرب إفريقيا. وفي الأخير، أكد الجانبان التزامهما بتعزيز شراكتهما الاقتصادية وتطوير طرق مبتكرة لتطوير اتفاقية التجارة الحرة بين الولاياتالمتحدة والمغرب؛ كما أبرز الجانبان إمكانات المغرب كمنصة وبوابة لعدد متزايد من الشركات الأمريكية العاملة في إفريقيا ورحبوا بالتزام المغرب بالنمو والتنمية في القارة الافريقية بأكملها، الى جان تمسكهم بالعلاقات الطويلة الأمد بين الولاياتالمتحدة والمغرب منذ معاهدة السلام والصداقة الموقعة في عام 1787. جدير بالذكر، أنه تم اطلاق الحوار الاستراتبجي بين المغرب وأمريكا، سنة 2012 ، و هو إطار لتعزيز التعاون والتبادل في القضايا الاستراتيجية لكلا البلدين، كما أضحى هذا الحوار، منذ إعادة هيكلته سنة 2018 يرتكز على 5 مجموعات عمل (سياسية ، اقتصادية ، أمنية ، ثقافة / تعليم وافريقيا).