يعتزم وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان مناقشة مشروع يتضمن وضع "آلية" دولية لمحاكمة جهاديي تنظيم "الدولة الإسلامية"، وفق ما أعلن الأربعاء مشيرا إلى أنه سيزور العراق "قريبا". وأشار أيضا إلى أن المخيمات التي يسيطر عليها الأكراد وتؤوي الجهاديين المعتقلين في شمال شرق سوريا ليست مهددة فعلا بالعملية العسكرية التركية في تلك المنطقة. أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان الأربعاء أنه سيزور العراق "قريبا" لمناقشة وضع "آلية" دولية لمحاكمة جهاديي تنظيم "الدولة الإسلامية". وقال لودريان لقناة "بي أف أم تي في" وإذاعة مونتي كارلو "يجب أن نعمل مع السلطات العراقية لإيجاد سبل من أجل إقامة آلية قضائية من شأنها محاكمة جميع هؤلاء المقاتلين، وبينهم حتما المقاتلون الفرنسيون (…) ومحاكمة الذين ستتكفل بهم القوات العراقية". وتابع "هذا ما سنبحثه مع السلطات العراقية" من غير أن يوضح تاريخ زيارته المزمعة لبغداد. وفي نفس السياق، قال لودريان إن المخيمات التي يسيطر عليها الأكراد وتؤوي الجهاديين المعتقلين في شمال شرق سوريا ليست مهددة فعلا بالهجوم التركي المستمر في تلك المنطقة. وقال "بحسب علمي، وفي الوقت الراهن، فإن الهجوم التركي وتموضع قوات سوريا الديمقراطية لم يؤديا إلى تهديد سلامة وأمن تلك المخيمات الواقعة بشكل رئيسي في شمال شرق سوريا". وسئل عن احتمال نقل المزيد من الجهاديين الأجانب وتحديدا الفرنسيين من معسكرات الاحتجاز التابعة للقوات الكردية في شمال سوريا إلى العراق، فرد "ليست هذه المسألة الرئيسية، في هذا الوقت وفي هذا المكان بالذات". ويذكر أنه نقل عشرة جهاديين فرنسيين في نهاية كانون الثاني/يناير من معتقلات القوات الكردية إلى العراق لمحاكمتهم هناك. وتثير العملية العسكرية التي باشرتها القوات التركية في 9 تشرين الأول/أكتوبر ضد المقاتلين الأكراد في شمال سوريا مخاوف من فرار مقاتلين أجانب تحتجزهم وحدات حماية الشعب الكردية. وهذا ما يطرح بإلحاح مسألة محاكمتهم في وقت توجه أكراد سوريا بعدما تخلت عنهم الولاياتالمتحدة إلى نظام دمشق طالبين مساعدتهم في التصدي للقوات التركية. ويحتجز حوالى 12 ألف مقاتل من تنظيم "الدولة الإسلامية" في السجون التي يسيطر عليها الأكراد، بينهم 2500 إلى 3 آلاف أجنبي، وفق مصادر كردية. فيما يعيش في مخيمات النازحين في شمال شرق سوريا نحو 12 ألف أجنبي هم 8 آلاف طفل و 4 آلاف امرأة. وتبحث سبع دول أوروبية هي فرنسا وبريطانيا وبلجيكا وألمانيا وهولندا والسويد والدنمارك منذ عدة أشهر إمكانية تشكيل محكمة دولية في العراق لمحاكمة المقاتلين الأجانب. وأفادت وزارة الخارجية الهولندية أن اجتماعا عقد بهذا الصدد الثلاثاء في بغداد، مشيرة إلى أن "المحادثات في مرحلة استطلاعية". ويخشى الأوروبيون على أمنهم في حال لم يعد بإمكان الأكراد الذين يقاتلون القوات التركية السيطرة على هذه المعتقلات الواقعة في أقصى شمال شرق سوريا قرب الحدود التركية. وأكد لودريان أن هذه المخيمات ليست مهددة في الوقت الحاضر، موضحا أنها تحت سيطرة الأكراد "اليوم". وتابع "على حد علمي، إن الهجوم التركي ومواقع انتشار قوات سوريا الديموقراطية (التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري) لم تؤد في الوقت الحاضر إلى أن تكون هذه المخيمات الواقعة بشكل أساسي إلى شرق الشمال الشرقي السوري، مهددة في سلامتها وأمنها الضروريين". وأوضح أنه "جرى … تمرد داخلي في مخيم عين عيسى الذي فرت منه بحسب المعلومات تسع نساء". وذكرت السلطات الكردية الأحد أن 800 من أفراد عائلات مقاتلي التنظيم المحتجزين في مخيم عين عيسى فروا بسبب القصف التركي. لكن مسؤولا أمريكيا أعلن الثلاثاء "لم نر أي عملية فرار واسعة للمعتقلين حتى الآن"، غداة إعلان وزير الدفاع مارك إسبر أن المقاتلين الأكراد "أطلقوا سراح العديد من المعتقلين الخطيرين".