كشفت سلسلة رسائل نصية جرى تبادلها بين أطراف رئيسيين في القضية الأوكرانية أن دبلوماسيين أميركيين كبارا ساعدوا في تنسيق جهود البيت الأبيض للضغط على أوكرانيا لحملها على التحقيق بشأن جو بايدن، ما يعزز آلية العزل التي باشرها الديموقراطيون في مجلس النواب بحق الرئيس دونالد ترامب. وسلم الدبلوماسي كورت فولكر هذه الوثائق إلى اللجان البرلمانية التي تحقق في الشبهات حول ممارسة ترامب ضغوطا على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لحمله على التحقيق بحق نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن الذي ترجح استطلاعات الرأي أن يهزم ترامب في السباق إلى البيت الأبيض العام المقبل. وكان كورت فولكر حتى الأسبوع الماضي الممثل الأميركي الخاص للمفاوضات مع أوكرانيا، لكنه استقال فور أن استدعاه الكونغرس إلى جلسة استماع عقدت الخميس بشكل مغلق واستمرت ثماني ساعات، ضمن التحقيقات الجارية في سياق آلية العزل بحق ترامب. وكشف قادة الديموقراطيين خلال الليل عن قسم من الرسائل النصية. وأظهرت هذه الوثائق أن واشنطن طلبت من كييف كشرط مسبق لقيام الرئيس بزيارة إلى البيت الأبيض، أن تحقق في أنشطة نجل جو بايدن على علاقة بعمله مع مجموعة "بوريسما" للغاز، وحول تدخل أوكراني مزعوم في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016. قام دبلوماسيون أميركيون بمساعدة محامي ترامب الشخصي رودي جولياني بالتحضير لاتصال هاتفي محتمل بين الرئيسين، بالتنسيق مع أندري يرماك المستشار المقرب من زيلينسكي. كتب كورت فولكر في 19 تموز/يوليو للقائم بالأعمال الأميركي في كييف بيل تيلور والسفير الأميركي لدى الاتحاد الأوروبي غوردن سوندلاند الذي كان من كبار المساهمين في حملة ترامب لانتخابات 2016، "الأهم هو أن يقول زيلينسكي أنه سيساعد في التحقيق". وفي اليوم التالي رد بيل تيلور "الرئيس زيلينسكي مصر على أن يتم التعامل مع أوكرانيا بجدية، وألا تكون مجرد أداة في سياسات واشنطن الداخلية وحملة إعادة الانتخاب". قبيل الاتصال بين ترامب وزيلينسكي، كتب كورت فولكر لأندري يرماك "وردني من البيت الأبيض. إن أقنع الرئيس ز (زيلينسكي كما يشار إليه في الرسائل النصية) ترامب بأنه سيحقق وسيكشف ما حصل عام 2016، سنحدد موعدا لزيارة إلى واشنطن. حظا سعيدا!". بات الأميركيون يطلبون من الأوكرانيين إعداد "مسودة إعلان" يتعهدون فيه بإجراء التحقيقات التي تطلبها واشنطن بشأن عمل هانتر بايدن في مجموعة "بوريسما" والتدخل الأوكراني المزعوم في انتخابات 2016، وهي نظرية مؤامرة تم دحضها من قبل، لقاء تحديد موعد لزيارة إلى البيت الأبيض. – كتب كورت فولكر في 9 آب/أغسطس لزملائه الدبلوماسيين ولرودي جولياني: "هل يمكننا التكلم عبر الهاتف لأتثبت من تقديم إرشادات صحيحة ل+ز+ حول ما ينبغي عليه قوله؟" – رد أندري يرماك على كورت فوكر في اليوم التالي: "حين يصبح لدينا تاريخ، سندعو إلى مؤتمر صحافي للإعلان عن الزيارة المقبلة وتقديم رؤية لانطلاقة جديدة في العلاقات الأميركية الأوكرانية، بما يتضمن تحقيقات حول بوريسما والتدخل في الانتخابات". – بعد ذلك، عرض كورت فولكر في 13 آب/أغسطس على زملائه الأميركيين مسودة إعلان أوكراني، جاء فيها "نعتزم إطلاق وإنجاز تحقيق شفاف وحيادي حول كل الوقائع والأحداث المعروفة، بما فيها ما يتعلق ببوريسما والانتخابات الأميركية عام 2016". بدأت كييف في أواخر آب/أغسطس تبدي قلقا حيال تعليق ترامب مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة تقارب 400 مليون دولار. وأورد القائم بالأعمال الأميركي في أوكرانيا تساؤلات حول الأسباب خلف قرار تعليق المساعدات، وهو يشتبه بأنها وسيلة ضغط لإرغام زيلينسكي على التحقيق بشأن بايدن وابنه. أجاب غوردون سوندلاند باقتضاب "اتصل بي". وبعد عدة ساعات جاء رد سوندلاند الذي كان من كبار المساهمين في حملة ترامب الانتخابية، في رسالة نصية كتبها بعناية وحذر شديدين، وجاء فيها "بيل، أعتقد أنك مخطئ بشأن نوايا الرئيس ترامب. الرئيس كان واضحا جدا: لا مقابل، بأي شكل كان". وأضاف "أقترح أن نوقف هذه المبادلات عبر الرسائل النصية". المصدر: اف ب