ضرب المجتمع الدولي موعدا، بعد غد الاثنين في نيويورك، لعقد قمة تاريخية حول العمل المناخي، اللقاء "الحاسم" الذي سينظم بمبادرة من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بهدف تعزيز التعبئة العالمية لمواجهة الطوارئ المناخية. وتهدف هذه القمة المهمة إلى تعزيز الطموحات وتسريع وتيرة تنزيل المبادرات الرامية إلى تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ لسنة 2015، حيث سيقدم قادة العالم ومسؤولو الحكومات وممثلو القطاع الخاص والمجتمع المدني مقترحات وخطط ملموسة لمكافحة التغيرات المناخية. ويشكل التغير المناخي، الذي وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بأنه "تهديد لوجود" البشرية، إحدى أهم القضايا الملحة في العصر الراهن، كما يؤكد ذلك تواتر الظواهر الجوية المدمرة عبر العالم. وحذر غوتيريس، مؤخرا، من أنه "على أثر انقضاء سنة أخرى تخللتها موجات من الحر والعواصف والاضطرابات المناخية، لم يعد أمامنا من خيار سوى الإسراع بالعمل قبل فوات الأوان". ولذلك، يأمل الأمين العام للأمم المتحدة في أن تكون قمة العمل المناخي مختلفة عن باقي اللقاءات الدولية، إذ سيتعين على قادة العالم ومسؤولي الحكومات والقطاع الخاص تقديم خطط طموحة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 45 في المائة بحلول سنة 2030 وإزالة الكربون بحلول سنة 2050. وسطر قادة العالم هدف إبقاء معدل الاحترار العالمي في مستوى أقل من درجتين مائويتين، وإذا أمكن، عند 1.5 درجة مائوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي. وتهدف القمة، حسب الأممالمتحدة، إلى بلورة حلول طموحة في ست مجالات، تهم الانتقال العالمي نحو الطاقات المتجددة، والبنى التحتية والمدن المستدامة، والزراعة المستدامة، وإدارة الغابات والمحيطات، والتكيف مع تأثيرات المناخ، ومواءمة التمويلات العمومية والخاصة، مع اقتصاد خال من الانبعاثات الصافية. وتأتي قمة نيويورك، التي سيحضرها أيضا قادة المال والأعمال والمجتمع المدني من جميع أنحاء العالم، قبل سنة واحدة تحديدا من شروع الحكومات في تعزيز الالتزامات الوطنية في مجال مكافحة التغيرات المناخية، وفقا لاتفاق باريس. وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن "المجتمع الدولي مطالب بمواجهة أزمة المناخ من خلال تعزيز طموحه وعمله لتفعيل اتفاق باريس"، و"لهذا، أطلب من جميع القادة المشاركة في قمة المناخ في نيويورك (…) بخطط وليس بخطابات". وبدورها، شددت نائبة الأمين العام، أمينة محمد، خلال مؤتمر صحفي، على ضرورة ترجمة الأفكار إلى أعمال ملموسة خلال قمة العمل المناخي، "لكن هذا لا يمكن أن يحدث على النطاق الذي نحتاجه إلا إذا انخرطت جميع القطاعات (المجتمع المدني والقطاع الخاص والحكومات)". وقالت إن اجتماع الاثنين المقبل سيمكن من معرفة درجة الانخراط ومدى التقدم المحرز نحو مستقبل خال من الكربون، مضيفة أنه وحدها المبادرات "الأكثر شجاعة وقدرة على إحداث التحول" سيتم عرضها خلال القمة من قبل فاعلين سيتدخلون باسم العديد من الهيئات أو البلدان. وسيتم الإعلان عن العديد من المبادرات اعتبارا من اليوم السبت خلال قمة المناخ للشباب، وكذا على مدى أسبوع المناقشة العامة للجمعية العامة. وبخصوص قمة الشباب، التي ستركز على مبادرات هؤلاء في مجال مكافحة التغيرات المناخية، قالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة إن النتائج والمبادرات، التي ستتمخض عن القمة سيتم عرضها، غدا الأحد، على الأمين العام. الدار/ ومع