تعتبر مدينة الرباط واحدة من أهم المدن المغربية، التي تجمع بين ذاك التناقض التاريخي والعصري الذي يسميه عشاقه "بالجميل"، كونها تجمع بين العديد من المشاهد التاريخية والأماكن التي تشهد على الذاكرة الحية للرباط، إذ تعتبر الأسواق التقليدية والقديمة التي تستوطن المدينة واحدة من أهم المعالم الشاهدة على الفرادة التاريخية التي تطال المدينة على وجه الخصوص، بالنظر لوجود نوع من اللإقبال الكبير على هذه الأسواق الضاربة في القدم، بالرغم من وجود الأسواق العصرية المجهزة بأحدث الاحتياجات التي تواكب العصر إلا أن الكثير من سكان الرباط يرتادون بشكل مكثف على هذه الأسواق. وكثيرة هي الأسواق التقليدية القابعة في قلب العاصمة الرباط، والتي تشهد على الحركة الدؤوبة للزبناء الذين يجدون ضالتهم فيها على وجه التحديد، حيث تطول اللائحة بخصوص مسمياتها وأمكنتها، غير أن أبرزها هي كالآتي: سوق السبت… جزء من الثقافة المغربية يعتبر هذا السوق المتواجد في قعر المدينة القديمة، واحدا من أهم الأسواق التي تنضوي تحت لواء الأسواق الأسبوعية، التي تشهد حركة مهمة، وسمي بهذا الإسم للدلالة على كونه سوق أسبوعي، يفتح أبوابه كل يوم سبت، ويتميز بعرض المنتجات التقليدية، خصوصا المرتبطة منها بالمنتجات الجلدية، والتي يعكف أصحابها على إبراز المنتجات القديمة التي يصعب، إن لم نقل يستحيل العثور عليها في الأسواق الأخرى، كما أن هذا السوق يتميز بعرض المواد الغذائية التي غالبا ما تكون من صنع اليد من قبل نساء يعكفن على صناعتها داخل بيوتهم، ثم يعرضنها في السوق. من جهة أخرى، فإن النساء اللواتي يبحثن عن الأقمشة النادرة، وأيضا عن الألبسة التقليدية من قبيل القفطان يتوجهن بالذات إلى هذا السوق، حيث يجدن أنفسهن أمام مجموعة متنوعة من الأقمشة والألبسة التي أصبحت عملة نادرة في الأسواق الأخرى، خصوصا منها الأسواق العصرية التي أصبحت مجالا مفتوحا لعرض المنتجات التي تساير وتحاكي الموضة، ولا تحرص على الحفاظ على المنتجات التاريخية التي تحفظ للثقافة المغربية عقبها الأصيل.
السوق المركزي…حيث الكل يجد ضالته يعتبر السوق المركزي واحدا من أهم الأسواق التي توفر جميع أنواع المأكولات والمنتجات الغذائية، ويتميز هذا السوق عن غيره من الأسواق الأخرى كونه يعود بناؤه لعام 1920، ومن ثم يفضله العديد من الزبناء لاقتناء أغراضهم، خصوصا وأنهم يجدونه مكانا يحفظ العديد من الذكرىات التي تعود لزمن غابر، كما يشكل بالنسبة لزبائنه الأوفياء جزءا من الهوية التي يقاسمونها مع المكان والأشخاص الذين يعمرون هذا السوق، خصوصا وأنهم أشخاص ظلوا مرابطين في هذا المكان، يعكفون على ممارسة التجارة والبيع والشراء الموجه للمنتجات الغذائية على وجه الخصوص. "شارع الجزاء"…ملمح بارز للثقافة المغربية يقع هذا السوق في المدينة القديمة، ويعتبر بمثابة الوجهة المركزية التي يحج إليها الآلاف من الزوار يوميا، بالنظر لكون فضاء عام يتضمن بيع جميع أنواع الملابس المغربية التقليدية، والأثاث المغربي القديم، إلى جانب المأكولات الغذائية والمعدات الأساسية التي يتحتم على كل عروسين في مقتبل العمل أن يعتدا بها في أفق التحضير لحفل الزفاف، وتأثيث عش الزوجية، فضلا عن اختزاله لجميع مظاهر الثقافة المغربية القائمة على اقتناء مجموعة من العناصر الأساسية في البيت، هذا وأنت تمر بهذا الشارع لا يمكن ألا تقتني بعض العطور والبخور التي تميز عتبات المنازل المغربية.
شارع القناصل.. بساط مغربي يقع هذا السوق أيضا في قلب المدينة القديمة، ويعتبر المجال الأرحب الذي يستقطب الباحثين عن اقتناء الهدايا، شريطة أن تكون عاكسة للموروث الثقافي المغربي، من قبيل السجادات المغربية التي تمت حياكتها باليد، إضافة إلى مجموعة من المكونات الأخرى المصنوعة من مادة الجلد، وهذا الشارع يستقطب عددا مهما من السياح الأجانب الذين يحجون بالقوافل المتتالية له، بهدف اقتناء بعض الألبسة المغربية التي لا يمكن أن تحصل عليها في مكان خارج هذا السوق، أكثر من ذلك فإن ما يشد الانتباه داخله هو التقاط الصور بشكل متوال، الأمر الذي يجعل منه مكانا مميزا لمدينة الرباط، ويعتبر واحدا من معالمها التاريخية.