على هامش الأخبار اليومية المتعلقة بأعداد المهاجرين السريين التائهين في البحر أو الذين يلقون مصيرا مؤلما، تقفز بين الفينة والأخبار أخبار مقززة عن حكايات مهاجرين اقترفوا فظاعات في حق أنفسهم أو في حق آخرين. آخر هذه الحكايات ما قام به خلال الأيام الماضية شخص من غينيا، يدعى عمر ديالو، والذي لم يتردد لحظة في قطع رأس أحد مواطنيه والرمي به في البحر، لسبب يثير التقزز. لكن ديالو ليس مجرد مهاجر، بل إنه تحول إلى تنظيم الهجرة السرية انطلاقا من السواحل الشمالية، وصار يأخذ من كل مهاجر سري ثلاثة ملايين سنتيم أو أكثر. وفي السابع من يوليوز الحالي، امتطى ديالو باطيرا للهجرة السرية، يقودها هو بنفسه، وبرفقته عدد من مواطنيه من بلدان جنوب الصحراء، وانطلقوا من سواحل الناظور نحو الشواطئ الجنوبية لإسبانيا. وبخلاف المسافة بين ضفتي مضيق جبل طارق، والتي لا تتعدى 14 كيلومترا، حيث يمكن الوصول إلى الضفة الأخرى في أقل من ساعة، فإن المسافة بين الناظور والسواحل الإسبانية طويلة جدا عبر بحر البوران، ويمكن أن تصل إلى أزيد من 200 كيلومتر، لذلك حدثت المأساة. ففي وسط البحر، اكتشف قائد الباطيرا عمر ديالو أن علبة العصير، الوحيدة، التي كان يحملها بين أمتعته اختفت، ولم يبذل مجهودا كبيرا ليكتشف أن من شربها خلسة هو أحد مواطنيه في القارب. مباشرة أخرج ديالو سكينا كبيرا من بين متعته، وقطع رأس شارب العصير، ثم جز الرأس ببشاعة، أمام باقي المهاجرين، ورمى به في البحر، بينما ظلت الجثة المقطوعة الرأس في المركب يتأملها باقي المهاجرين المفزوعين حد الموت. اليوم، يوجد عمر ديالو في السجن في مدينة مالقة الإسبانية، فقد وصل قاربهم بسلام، ولم يمت أحد منهم جوعا أو عطشا، لكنهم وصلوا "ناقص واحد"، وهذا "الناقص واحد" أدى ثلاثة ملايين سنتيم مقابل العبور، وفي النهاية أدى حياته ثمنا من أجل علبة عصير لا يتجاوز سعرها عشرة دراهم. وبينما يوجد ديالو رهن الاعتقال، في انتظار الحكم عليه، فإن باقي المهاجرين السريين الذين كانوا في ذلك القارب وشاهدوا ما حصل يخضعون حاليا لعلاج نفسي مكثف. متطوعو الهلال الأحمر الإسباني الذين استقبلوا ذلك القارب، ظلوا غير مصدقين لما جرى، وقالوا إنهم، وطوال عملهم مع المهاجرين السريين، لم يسبق أن سمعوا بحكاية فظيعة مثل هاته.