في ظرف ثلاثة أيام، أطلق المغرب والصين خطين جويين مباشرين من خلال استئناف خط الدارالبيضاء-بكين لشركة الخطوط الملكية المغربية، وافتتاح خط الدارالبيضاء-شنغهاي لشركة "شنغهاي اير لاينز". وحطت الرحلة رقم "اي تي 230" لشركة الخطوط الملكية المغربية يوم الثلاثاء الماضي بمطار بكين داشينغ الدولي، وعلى متنها 291 راكبا، في استئناف لأولى الرحلات المباشرة بين الدارالبيضاءوبكين. وهكذا استعاد هذا الخط، الذي توقف لمدة خمس سنوات بسبب جائحة كوفيد-19، مكانته في الشبكة الدولية للنقل الجوي. من جهتها أطلقت شركة "شنغهاي ايرلاينز"، التابعة لمجموعة "استرن ايرلاينز"، ثاني أكبر شركة طيران صينية بأسطول يضم 800 طائرة، خطا مباشرا بين شنغهايوالدارالبيضاء. وتم استقبال الرحلة "اف ام 871″، وعلى متنها 237 راكبا، الأحد الماضي بمطار محمد الخامس بالدارالبيضاء ب"التحية المائية التقليدية". ويتزامن تدشين هذه الرحلات مع احتفالات رأس السنة الصينية التي تنطلق يوم الأربعاء المقبل، وهي الفترة التي تعرف عادة أكبر حركة للمسافرين على مستوى العالم. وأبدت وسائل الإعلام الصينية اهتماما كبيرا بهذه الخطوط الجوية الجديدة. وكتبت صحيفة غلوبال تايمز في هذا السياق نقلا عن مصادر من مطار بكين داشينغ، أن "خط الدارالبيضاء – بكين ركيزة أساسية للترويج للسياحة في المغرب، حيث من المتوقع أن يشكل السياح الدوليون 80 في المائة من حركة الركاب". من جهتها ذكرت صحيفة "تشاينا ديلي" أن "خط شنغهاي-الدارالبيضاء سيعزز المبادلات والأنشطة بين البلدين، مع تمكين المسافرين الصينيين من التنقل بسهولة أكبر" إلى المملكة. من جانبها أشارت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) إلى الاهتمام المتزايد من طرف الصينيين بالمغرب، والذي يتجلى على الخصوص من خلال المنصات الرقمية. وبحسب شينخوا شارك رواد الحساب الرسمي لشركة "شنغهاي ايرلاينز" على شبكة التواصل الاجتماعي "وي تشات"، اكتشافهم ل"لبلد نابض بالألوان" حيث يجمع بين "البحر والصحراء". كما تناولت القناة الصينية "سي جي تي ان" افتتاح خط شنغهاي-الدارالبيضاء، مسلطة الضوء على أهميته المزدوجة، سواء في تعزيز العلاقات الصينية المغربية، أو تطوير العلاقات بين الصين والقارة الافريقية. وأشارت "سي جي تي ان" إلى أن هذا الخط الجوي المباشر يتعين أن يسهل تنقل المستثمرين والفاعلين الاقتصاديين المغاربة والصينيين، مع توسيع التعاون بين البلدين إلى قطاعات استراتيجية أخرى من قبيل البنية التحتية، والطاقة والتعليم. ويندرج احداث هذه الخدمات الجوية في إطار استمرار التقارب الصيني المغربي، وذلك منذ زيارة جلالة الملك محمد السادس للصين سنة 2016، وتتويجا لعمل دؤوب يرتكز على التعاون بين الشركاء من البلدين. وفي هذا السياق كثف المكتب الوطني المغربي للسياحة في الأشهر الأخيرة من جهوده للترويج للوجهة المغربية في الصين، وذلك بعد استئناف انشطته في هذا السوق بعد فترة الوباء. وهكذا شارك المكتب الوطني المغربي للسياحة في أكبر معرض للترويج السياحي في الصين بمدينة شنغهاي من 27 إلى 29 ماي 2024. وفي شتنبر الماضي، نظم المكتب حدثا ترويجيا ببكين خصص لابراز تنوع العروض السياحية في المغرب، وتسليط الضوء على ثراء وعراقة الثقافة والطبخ المغربيين، فضلا عن البنية التحتية الحديثة للمملكة. المصدر: الدار– وم ع