استهدفت يد الإرهاب مرة أخرى مدنيين عُزّل بإقليم المحبس، حيث وقع الهجوم الغادر خلال احتفالية سلمية بمناسبة الذكرى ال49 للمسيرة الخضراء. تشير المعطيات إلى تورط جهات جزائرية وإيرانية الداعمة لميليشيات البوليساريو، والتي لا تزال تُشعل التوترات في المنطقة. جاء الرد المغربي سريعًا وحازمًا، إذ قامت عناصر القوات المسلحة الملكية بعملية تصدٍّ منعت أي اختراق لأمن المواطنين وسلامة الأراضي المغربية. وقد سبق لجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان القوات المسلحة الملكية، أن اكد التزام المغرب بموقفه الراسخ في احترام وقف إطلاق النار، موضحًا أن المملكة لن تتهاون أمام أي تهديد لأمنها. العملية أسفرت عن هلاك العناصر التي شاركت في الهجوم، سواء من أفراد ميليشيات البوليساريو أو من العسكريين الجزائريين المتورطين. ويُعد هذا الحادث الثالث من نوعه الذي يستهدف المدنيين العُزل في المنطقة بعد حادثتي السمارة، مما يعكس استراتيجية جديدة تعتمدها الجزائر في صراعها مع المغرب، عقب فشلها في تحقيق مكاسب عبر وكلائها. التحليل يشير إلى محاولات جزائرية لتعزيز دور الإرهاب في شمال أفريقيا، بعد سجل طويل منذ التسعينيات وامتدادًا إلى دعم الإرهاب في منطقة الساحل. هذه المحاولات تأتي في إطار الضغط الإعلامي والسياسي لإحياء دعاوى الجزائر في قضية الصحراء المغربية. توجيهات الملك محمد السادس وتصريحاته الأخيرة تُظهر بوضوح عزم المغرب على إنهاء هذه التهديدات بشكل جذري، مما يوحي بقرب إنهاء الملف ميدانيًا ووضع حد نهائي للصراع، حيث يبقى أمن المملكة واستقرارها خطًا أحمرًا لا يمكن تجاوزه.