أربك تحرك السريع للقوات المسلحة الملكية، لتحرير معبر "الكركرات"، من عناصر البوليساريو، أوراق الجزائروجنوب أفريقيا، الحلفاء الرئيسيين للجبهة الانفصالية. حسب مصادر متطابقة، فإن النظام الجزائري، تفاجأ من التدخل المغربي بالمنطقة العازلة الكركرات قصد إخلائها من ميليشيات "البوليساريو"، حيث لم يرى أي تحرك مغربي في هذا الشأن ولم تكن تتوقعه، و هو ما دفع عناصر "البوليساريو"، للفرار لعدم حصوله على أي تعليمات بخصوص الرد عن أي تدخل عسكري مغربي.
وأضافت ذات المصادر، أن محاولة الهجوم الفاشلة على "المحبس"، أدخلت حالة ذعر شديدة بسبب الرد القاسي و غير المتوقع من طرف عناصر القوات المسلحة الملكية ما دفع الميليشيات مواصلة الاستفزاز عن مسافات بعيدة.
واعتبرت ذات المصادر، أن "نكسة الكركرات كانت "نكسة" للمخابرات والدبلوماسية الجزائرية حيث غاب أي دعم للأطروحة الانفصالية أو تنديد بالتدخل المغربي، في حين أثبتت الدبلوماسية المغربية قوة حقيقية أمام الأممالمتحدة والمنتظم الدولي ما نتج عنه الكم الهائل من رسائل الدعم و التضامن وبيانات القوى العظمى التي تنادي بعدم المساس بالحركة التجارية بالكركرات.
نكسة "الكركرات"، فاجأت كذلك حكومة جنوب أفريقيا، التي اعتبرت في رسالة إلى أعضاء مجلس الأمن، ان " قضية الصحراء هي مسألة نصفية استعمار"، حسب تعبيرها.
وأشارت جنوب أفريقيا، بأن "حل مسألة الصحراء يكمن في التمسك بالشرعية الدولية وفي تصرف الطرفين في إطار قرارات مجلس الأمن والمعايير الدولية المعتمدة"، حسب وصفها.
وجاء تحرك المغرب بالمنطقة العازلة في الكركارات بالصحراء المغربية عقب رفض الأطراف الأخرى الامتثال لنداءات وأوامر الأمين العام للأمم المتحدة بمغادرة المنطقة العازلة وتجنب التصعيد.
وقد تدخل المغرب، وفقا للسلطات المخولة له، وذلك بمقتضى واجباته وفي انسجام تام مع الشرعية الدولية، لمواجهة الاستفزازات الخطيرة وغير المقبولة لميليشيات "البوليساريو" في الكركارات.
وبعد أيام قليلة من تحييد عناصر ميليشيات "البوليساريو" من معبر "الكركرات"، بين المغرب وموريتانيا، أكد الملك محمد السادس، خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أنه على إثر فشل كافة المحاولات المحمودة للأمين العام، تحملت المملكة المغربية مسؤولياتها في إطار حقها المشروع تماما، لاسيما وأن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها ميليشيات "البوليساريو" بتحركات غير مقبولة.
وأضاف الملك أن المملكة المغربية ستواصل اتخاذ الإجراءات الضرورية بهدف فرض النظام وضمان حركة تنقل آمنة وانسيابية للأشخاص والبضائع في الكركارات، كما أنها ستظل عازمة تمام العزم على الرد، بأكبر قدر من الصرامة، وفي إطار الدفاع الشرعي، على أي تهديد لأمنها وطمأنينة مواطنيها.