في رده على وزير الخارجي الجزائري أحمد عطاف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، أن الجزائر منفصلة عن واقع الأمور بخصوص ملف الصحراء المغربية، حيث ذكر الجميع أن المنطقة هي جزء من المغرب منذ أكثر من نصف قرن، وتحديدا منذ خروج الاحتلال الإسباني عنها، محملا النظام الجزائري مسؤولية الفوضى الحاصلة في منطقة الساحل، و مؤكدا أنها أم الأزمات بالمنطقة، وهي تحتاج إلى تغيير النظارات لرؤية الحقيقة . كان ذلك خلال ختام أشغال الدورة العادية التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، في إطار حق الرد على ادعاءات ممثل الجزائر بشأن دعم المسلسل الأممي في ملف الصحراء، قائلا: "كل هذا أمر غير صحيح بتاتا، والعالم بأسره يعلم أن المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، تم تعيينه قبل 3 سنوات، فلماذا طيلة هذا الوقت لا توجد مفاوضات؟"؛ كما شدد على أن "غياب المفاوضات بكل بساطة سببه عدم رغبة الجزائر في العودة للمفاوضات". وفضح عمر هلال أمام أنظار العالم سياسة وأهداف الجزائر التي رفضت قرار مجلس الأمن الدولي حول الموائد المستديرة، حيث طالب هلال الجزائر بالاستيقاظ من نومها ، والتوقف عن التناقضات ، مذكرا مندوب الجزائر برفض بلده : " الحل السياسي، ويدعي دعم الجهود الأممية، وفي الوقت نفسه يضع التعجيز بعدم حضوره إلى طاولة المفاوضات"، لافتا إلى أن "الجميع يتمنى أن تتحمل الجزائر مسؤوليتها في هذا النزاع، خاصة أن اسمها يوجد في كل قرارات مجلس الأمن". وأوضح عمر هلال من على منصة الأممالمتحدة، أن "المملكة المغربية لا تشوّه أو تغيّر الحقائق، بل الجزائر هي التي ترفض الاعتراف بمجموعة من الحقائق، أولها دعم 199 دولة عضو في الأممالمتحدة للحكم الذاتي المغربي بالصحراء، واللائحة تتوسّع بالاتحاد الأوروبي". وأضاف هلال الى ذلك حقيقة أخرى ترفض الجزائر الاعتراف بها، و هي " فتح 29 قنصلية بمدينتي العيون والداخلة بالأقاليم الجنوبية المغربية، فيما الرقم 30 قريب، كما توجد العديد من الدول القادمة في اللائحة". و داعا ممثل المغرب الجزائر إلى "تغيير النظارات لرؤية الحقيقة، التي يبقى أهمها بالإضافة إلى ما سبق التطور الاقتصادي والتنموي بالصحراء المغربية". وبخصوص للمجهودات المغربية بخصوص التنمية الاقتصادية بالصحراء، قال هلال "الجزائر تتجاهل وتتغاضى الطرق، والجسر الأكبر في إفريقيا وأحد أكبر الموانئ في القارة، و4000 شاحنة تعبر الصحراء المغربية يوميا، بالإضافة إلى افتتاح الجامعات والمدارس العليا والاستثمارات الأجنبية التي تستقطبها المنطقة ومشاريع الطاقة النظيفة، هذا هو الواقع الذي تتجاهله الجزائر، لأنه لا يمكن أن نخفي الشمس. وفي ذات المداخلة، فضح عمر هلال مرة أخرى الجزائر ، حيث أكد انها أم الأزمات في منطقة الساحل والصحراء، فهي تحتضن إرهابيين داخل ترابها"، وتساهم في إرتفاع موجة الإرهاب والتوتر بمنطقة الساحل والصحراء، و الجميع يعلم علم اليقطين أن الأسباب الحقيقية لذلك ، هي وقوف الجزائر خلفها ، وهي التي تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، ولا تحترم مبادراتها، وخياراتها السياسية. وذكر الدبلوماسي المغربي أن العالم يعلم أن هذا الخطاب تجاه الجزائر يأتي، وهذا البلد يحرص في كل يوم على تدريب عناصر البوليساريو، واستضاف على مدار نصف قرن إرهابيين على أرضه، وسمح لهم طيلة هذه المدة بالمرور نحو أرضنا المغربية للهجوم عليها. واختتم السفير هلال كلمته بالقول "لمرة واحدة أتفق مع تشخيص وزير الخارجية الجزائري بخصوص انتشار التهديدات الإرهابية في المنطقة، لكنه نسي أمرا، فهو لم يتحدث عن الدواء ولا عن الأسباب، فالسبب هو الجزائر لأنها تقف وراء كل المساوئ في منطقة الساحل والصحراء، لأن الإرهابيين والمتطرفين والانفصاليين يذهبون إلى الأراضي الجزائرية، أما الدواء فبسيط، فلتوقفوا تدخلكم للشؤون الداخلية لبلدان المنطقة، ولتحترموا اختياراتها السياسية".