في ظل الطلب المتزايد على المعادن النادرة، يبرز المغرب كلاعب رئيسي في سوق الليثيوم العالمي. يعد الليثيوم أحد العناصر الأساسية في صناعة البطاريات، مما يجعله عنصراً حيوياً في التحول نحو الطاقة النظيفة والتكنولوجيا الحديثة. ومع بدء عام 2024، يبرز المغرب كمصدر رئيسي لهذه المادة الاستراتيجية، مستفيداً من احتياطياته الكبيرة وإستراتيجياته التوسعية. وفقاً لتقرير صادر عن هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS)، شهد إنتاج المغرب من الليثيوم نمواً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، ويُتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في عام 2025. يقدر التقرير أن المغرب قد يعزز إنتاجه ليصل إلى مستويات غير مسبوقة، مما يضعه في مصاف الدول الرائدة في هذا المجال. تدعم هذه التوقعات الدراسات التي نشرتها شركة "بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس" (BloombergNEF)، التي أشارت إلى أن المغرب يواصل تطوير بنيته التحتية وتوسيع قدراته الإنتاجية في قطاع التعدين. تسعى المملكة لتوسيع استثماراتها في مشاريع التعدين الحديثة، التي تشمل تقنيات متقدمة لاستكشاف واستخراج الليثيوم بطرق أكثر كفاءة وأقل تأثيراً على البيئة. من جانبها، أكدت تقارير صادرة عن "وكالة الطاقة الدولية" (IEA) أن زيادة الإنتاج المغربي من الليثيوم ستلعب دوراً حاسماً في تلبية الطلب العالمي المتنامي على هذه المادة. كما يشير التقرير إلى أن المغرب يتمتع بميزة تنافسية بفضل احتياطياته الكبيرة وتقنيات التعدين الحديثة التي يتبناها. يمثل التوسع في إنتاج الليثيوم جزءاً من استراتيجية المغرب الأوسع لتعزيز قطاع التعدين وتوسيع اقتصاده الوطني. ومع التوقعات بإنتاج أكبر وأحدث التقنيات، يواصل المغرب التأكيد على دوره البارز في السوق العالمي لهذه المادة الحيوية، ما يساهم في تحقيق أهداف الطاقة المستدامة وتعزيز الابتكار التكنولوجي في المنطقة. هذا الاهتمام المتزايد بالليثيوم يعكس الطموحات الاستراتيجية للمغرب في مجال التعدين، ويبرز كيف يمكن للدول أن تلعب دوراً مهماً في السوق العالمي بفضل الموارد الطبيعية والتقنيات الحديثة.