أكد المشاركون في جلسة نقاش عقدت، اليوم الثلاثاء بالرباط، في إطار المنتدى رفيع المستوى حول الذكاء الاصطناعي، أن الإزدهار السريع للذكاء الاصطناعي خلق العديد من الفرص ولكنه خلق أيضا مخاوف عميقة، مما يستلزم اعتماد ذكاء اصطناعي أخلاقي من أجل تكنولوجيا مسؤولة وشاملة. وقال المتحدثون خلال هذه الجلسة، التي عقدت تحت شعار "أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في إفريقيا"، إن الانتشار السريع لهذه التكنولوجيا ينبغي أن يترافق بمسؤولية الحرص على أن يتم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي، مؤكدين أن تأطير الذكاء الاصطناعي يبقى خيارا استراتيجيا وضروريا. وأشاروا إلى أن حكامة الذكاء الاصطناعي تمثل أحد التحديات الرئيسية اليوم، وتتطلب اعتماد مقاربة تدمج الاعتبارات الأخلاقية في تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي. واعتبروا أن البعد الأخلاقي للذكاء الاصطناعي لا ينبغي اعتباره عائقا، بل سبيلا نحو تطور تكنولوجي دائم ومستدام، مضيفين أن الأخلاقيات والحكامة يسيران جنبا إلى جنب ويعدان من ركائز الابتكار. ومن جهة أخرى، شدد المشاركون على ضرورة تطوير منظومة ذكاء اصطناعي إفريقي تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات القارة من أجل تسليط الضوء على الجنوب من حيث الذكاء الاصطناعي وجعله يواكب التقدم التكنولوجي الراهن. وبعد أن استعرضوا مختلف التحديات التي تواجه إفريقيا، أبرزوا ضرورة اعتماد سياسات فعالة والتركيز على تطوير القدرات والبنيات التحتية لتحقيق الازدهار بفضل الذكاء الاصطناعي ومواكبة هذا التقدم العالمي. وتطرقوا من جانب آخر، إلى توصية اليونسكو بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والتي تشكل أول إطار معياري عالمي من أجل استخدام أخلاقي للذكاء الاصطناعي. وبعد أن اعتبروه بمثابة خارطة طريق توضح كيفية توسيع نطاق منافع الذكاء الاصطناعي مع تقليص المخاطر التي تنطوي عليها هذه التكنولوجيا، أبرزوا أن النص يتضمن قيما ومبادئا فضلا عن توجيهات مفصلة للسياسات العامة في جميع المجالات المعنية. وخلصوا إلى أن هذه الأداة تسمح للدول بتحديد المهارات والكفاءات المطلوبة بالنسبة للمهنيين في هذا القطاع من أجل وضع تقنين متين بشأن الذكاء الاصطناعي. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنتدى الدولي، الذي ينعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ينظم على مدى ثلاثة أيام، من قبل جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، من خلال مركزها الدولي للذكاء الاصطناعي بالمغرب "حركة الذكاء الاصطناعي"، بشراكة مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، وبمشاركة ممثلي أكثر من 30 دولة، منها حوالي 15 دولة إفريقية، بهدف وضع أسس استراتيجية إفريقية للذكاء الاصطناعي.