أعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات في المغرب عن توقعات بانخفاض حاد في إنتاج الحبوب لهذا العام، حيث من المتوقع أن يصل الإنتاج إلى 3.12 مليون طن، ما يمثل انخفاضًا بنسبة 43% مقارنة بالعام الماضي. وتأتي هذه التوقعات نتيجة لتأثير الجفاف المستمر. وتتوقع الوزارة أن يتوزع الإنتاج المتوقع بين 1.75 مليون طن من القمح اللين، 0.71 مليون طن من القمح الصلب، و0.66 مليون طن من الشعير. وأشارت الوزارة إلى أن الموسم الفلاحي الحالي يتأثر بسياق مناخي صعب استمر لمدة خمس سنوات، حيث تأخر هطول الأمطار مما أدى إلى جفاف طويل في بداية الموسم، وهو ما أثر سلبًا على زراعة المحاصيل الخريفية. وتقلصت المساحة المزروعة بالحبوب الرئيسية لهذا الموسم إلى 2.47 مليون هكتار، مقارنة ب3.67 مليون هكتار في الموسم السابق، مما يعكس انخفاضًا بنسبة 33%. كما قدرت الوزارة المساحة القابلة للحصاد ب1.85 مليون هكتار، أي حوالي 75% من المساحة المزروعة. ويشكل الجفاف تحديًا كبيرًا للمغرب نظرًا لتأثيره المباشر على القطاع الزراعي الذي يشغل نحو ثلث السكان القادرين على العمل، ويمثل نحو 14% من صادرات البلاد. وتفاقمت أزمة الإجهاد المائي مع ارتفاع درجات الحرارة، مما أدى إلى زيادة تبخر المياه من السدود. وتتوقع وزارة الزراعة أن ترتفع متوسط درجات الحرارة بمقدار 1.3 درجة مئوية بحلول عام 2050. وأكد البيان أن التباين الكبير في درجات الحرارة الدنيا والقصوى خلال الموسم قد تسبب في اضطرابات في دورات إنتاج المحاصيل. كما أوضح أن متوسط التساقطات المطرية الوطني بلغ في 22 مايو 2024 حوالي 237 ملم، بانخفاض قدره 31% مقارنة بموسم عادي (349 ملم)، لكنه بزيادة قدرها 9% مقارنة بالموسم السابق (217 ملم) في نفس الفترة الزمنية. تسعى الحكومة إلى مواجهة هذه التحديات عبر استراتيجيات تهدف إلى تحسين إدارة الموارد المائية وتعزيز التقنيات الزراعية المقاومة للجفاف، في محاولة للتخفيف من تأثيرات التغيرات المناخية على الإنتاج الزراعي في البلاد.