دعا المشاركون في المنتدى الاقتصادي المغرب – فرنسا، الذي عقد اليوم الجمعة بالرباط تحت شعار "معا نحو زخم متجدد للفرص الاقتصادية والاجتماعية"، إلى تصور العلاقات الاقتصادية بين المغرب وفرنسا من خلال نموذج جديد يكون عنوانه "صنع مع المغرب" (made with Morocco)، وذلك من أجل تكامل أفضل واندماج بين الاقتصادين. وهكذا، اعتبر المدير العام لصندوق محمد السادس للاستثمار، محمد بنشعبون، أن النموذج الجديد ينبغي أن يستند إلى علاقة متينة، تمتد في الزمن وتستفيد من التاريخ المشترك والغني للبلدين، وتتماشى تماما مع الطموحات والأهداف التي حددها المغرب، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأشار سفير المغرب السابق في باريس إلى أن الشراكة بين المغرب وفرنسا تهدف إلى تجاوز الإطار الصارم للعلاقات الثنائية لتكون جزءا من منظور يربط بين قارتين، إذ يتموقع المغرب كمنصة ومركز بين أوروبا وإفريقيا، مضيفا أن الرباطوباريس يمكنهما "معا جعل هذا المشروع حقيقة في خدمة مصالح بلدينا". وأضاف أن "اقتصادينا يحتاجان، أكثر من أي وقت مضى، إلى انتعاش قوي لخلق المزيد من القيمة وفرص الشغل بعد سنوات من النمو البطيء"، مبرزا أن إضفاء دينامية على العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المغرب وفرنسا يحتاج إلى نفس جديد، ليكونا أقوى معا، وأكثر مرونة في مواجهة التحديات الجديدة. وتحقيقا لهذه الغاية، حدد السيد بنشعبون ثلاثة محاور هامة؛ تتمثل في إنشاء آليات مالية وغير مالية جديدة موجهة للمقاولات المتوسطة المغربية والفرنسية. في ما يهدف المحور الثاني إلى تعزيز بروز المقاولات الناشئة والمبتكرة التي تنتشر إما في فرنسا أو المغرب، بينما يتمثل المحور الثالث في تشجيع ومواكبة اندماج المغرب في التوزيع الجديد لسلاسل القيمة. من جهته، أشار المدير العام لمجموعة "رونو المغرب"، محمد بشيري، إلى أن الفاعلين المغاربة والفرنسيين مدعوون إلى وضع مخططات جديدة للتوطين المشترك والإندماج الصناعي تجمع بين القرب والسلامة والتنافسية. ومن جانبه، دعا المدير العام لمجموعة "أبريل"، جان فيليب بويج، إلى تحقيق تكامل بين الفاعلين الفرنسيين والمغاربة من شأنه تسريع تنزيل المبادرات الجارية، مشددا على ضرورة مواكبة الفلاحين وإدماجهم في سلسلة القيمة العالمية للفاعلين في مجال الصناعات الفلاحية. وبدوره، قال رئيس مجلس إدارة شركة "سافران"، روس ماكينيس، إنه يفضل مفهوم "صنع مع""made with"، عوض "صنع في" "made in"، لتعزيز التكامل والاندماج بين سلاسل القيمة، معتبرا أن الوقت قد حان للانتقال إلى فصل جديد وهو "نمو مع (grow with)"، للنمو معا، مسلطا الضوء على أهمية التكوين والبحث والتطوير، لا سيما في مجال سلاسل التوريد. وشارك في هذا اللقاء، الذي نظمه الاتحاد العام لمقاولات المغرب وحركة مقاولات فرنسا (MEDEF)، أكثر من 500 رائد اقتصادي مغربي وفرنسي. كما تميز بحضور وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح، ووزير الاقتصاد والمالية والسيادة الصناعية والرقمية الفرنسي، برونو لومير، ورئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، شكيب لعلج، ورئيس حركة مقاولات فرنسا، باتريك مارتن. المصدر : الدار – و م ع