على وقع انتعاش إيجابي، يسير القطاع السياحي الوطني لإنهاء سنة 2023، حيث تشير التوقعات إلى أنه يتوقع أن يسجل المغرب، خلال السنة الجارية، 14,5 ملايين سائح بزيادة مليون عن الهدف الأولي المحدد في خارطة الطريق 2023-2026. فبعد سنوات من التراجع الناتج عن تأثيرات جائحة كورونا، يشهد قطاع السياحة، خلال السنة الجارية، انتعاشة قوية، إذ بلغت عائدات القطاع، في نهاية ماي المنصرم، بالعملة الصعبة حوالي 40.6 مليارات درهم بزيادة 42 في المائة مقارنة بعام 2019. تشير أرقام الوزارة الوصية إلى أن القطاع السياحي الوطني حقق أداء استثنائيا حتى متم شهر شتنبر الماضي، حيث وصل عدد السياح الذين توافدوا على المراكز الحدودية إلى 11.1 مليون سائح، بزيادة قدرها 44 % مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2022، فيما بلغ عدد ليالي المبيت المسجلة بمؤسسات الإيواء السياحية 19.4 مليون ليلة، بزيادة ناهزت نسبتها 46%. و تفيد المؤشرات الرئيسية للقطاع السياحي، بتجاوز هدف السنة الأولى من الخارطة من حيث عدد السياح الوافدين، بعدما تم استقبال 6,5 ملايين في النصف الأول من السنة الجارية، بارتفاع قدره 21 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من 2019. و يتطلع المغرب إلى اجتذاب 26 مليون سائح في أفق 2030، أي ضعف أرقام 2019 وتحقيق زيادة قدرها 12 مليون وافد مقارنة بعدد الوافدين الحاليين. و بغية الوصول إلى هذا الهدف، يركز المغرب على بناء شراكات قوية، علما أن سوق السفر العالمي يوفر منصة مثالية للقيام بذلك، إضافة إلى السمعة الدولية التي يتمتع بها المغرب. و ما يزيد من إمكانية القطاع السياحي للتطور خلال السنوات المقبلة، هو الإشعاع الكبير الذي اكسبه وصول المنتخب المغربي إلى نصف نهائي مونديال قطر، و كذا إعلان تنظيم المملكة لمونديال 2030، حيث يحتاج المغرب إلى الرفع من قدراته في الاستقطاب السياحي، إذ تتوفر المملكة حاليا على حوالي 300 ألف سرير وتحتاج من 100 إلى 150 ألف سرير إضافي لتلبية طموحاتها. فيما يخص نسبة الوافدين، فقد عرفت خلال سنة 2023، تحسنا مقارنة بسنة 2019 حيث بلغت 115 في المائة، أي 31 نقطة فوق المتوسط العالمي، كما أن القطاع السياح أظهر مرونة ملحوظة بعد زلزال الحوز، لا سيما مع تسجيل عدد قياسي من الوافدين خلال شتنبر المنصرم على الرغم من هذه الكارثة الطبيعية. و ما يزيد من قوة القطاع السياحي الوطني على النمو في ظرفية عالمية صعبة، هو إطلاق المغرب لخارطة الطريق لقطاع السياحة 2023-2026 في شهر مارس الماضي، والتي تعتبر الخطوة الأولى لتحقيق رؤية 2030 الهادفة إلى استقطاب 26 مليون سائح. و تجد هذه الرؤية اليوم، صدى خاصا لا سيما بعد إعلان صاحب الجلالة الملك محمد السادس عن التنظيم المشترك لكأس العالم لكرة القدم سنة 2030 مع إسبانيا والبرتغال. و سيواصل المغرب خلال سنة 2024، جهوده لتنزيل "ورقة الطريق الجديدة للسياحة" من خلال وضع آليات تنفيذ تتمحور حول روافع تنافسية محددة، حيث سيتم المرور إلى السرعة القصوى في مجال الترويج والتسويق، وذلك من خلال توسيع أثر الحملة الترويجية "المغرب، أرض الأنوار"، وتنويع العمل وإقامة شراكات جديدة، وتثمين مختلف الوجهات والسلاسل بالأسواق المحلية والأجنبية. و في هذا الصدد، يعتزم المكتب الوطني المغربي للسياحة، إنشاء 10 مكاتب جديدة في الخارج، فضلا عن مضاعفة حجم الرحلات المبرمجة والعمل على تكثيف أنشطة التسويق واستقطاب شركاء تجاريين جدد. كما سيتم تحويل المكتب الوطني المغربي للسياحة إلى "الوكالة المغربية للسياحة"، بغية "إنشاء وكالة تخدم استراتيجية الدولة في مجال الترويج السياحي، مع تزويد هذه المؤسسة بالوسائل التي تسمح لها بتنفيذ مهامها بكل فعالية وتعزيز تنافسية الوجهة المغربية عالميا.