مرت سنة تقريبا على اللقاء الأول من سلسلة اللقاءات الجهوية حول تبسيط مساطر الاستثمار، المنعقد في أكتوبر 2022 بوجدة، حيث تم خلاله عرض المحاور الأساسية لتشجيع الاستثمارات بالمملكة. في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، استعرض رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات للشرق عبد الحفيظ الجارودي، التدابير المتخذة لتشجيع المقاولة في هذه الجهة ذات الإمكانات الاقتصادية الهائلة. 1 – على أي أساس اعتمدتم لإعداد تصوركم للنهوض بالمقاولة في هذه الجهة ذات الإمكانات الاقتصادية الهائلة؟ تعد مسألة تشجيع المقاولة من بين الأسباب الرئيسية من وراء إنشاء غرف التجارة والصناعة والخدمات، وفقا للقانون 38-12. فالمسؤولية جسيمة، لكنها مشتركة بين مختلف الفاعلين، خاصة في هذه الجهة الصاعدة بمشاريعها الهيكلية الكبرى، بفضل الاهتمام الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ خطابه السامي ليوم 18 مارس 2003. وهكذا، تعمل غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الشرق على تعزيز ثقافة المقاولة وتشجيع روح المبادرة في صفوف الشباب، من خلال حملات تحسيسية، وقوافل ريادة الأعمال، ودورات تكوينية وتوجيهية، بتعاون مع مختلف الجهات المعنية، ولا سيما مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، وشركاء آخرين من القطاعين العام والخاص. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن تحظى هذه الجهود بالمواكبة، من بين أمور أخرى، ببرامج تمويل الاستثمارات (مغرب المقاولات، تمويلكم، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فرصة، انطلاقة…). كما أن الغرفة تتوفر على مركز تكوين التاجر، الذي يتيح للتجار إمكانية تدبير مقاولاتهم بطريقة قانونية وعقلانية وعلمية، من خلال برنامج تكويني ملائم ومرن، مما يمكن التاجر من اكتساب معارف أساسية نظرية وتطبيقية. 2- الإدارة الإلكترونية أضحت واقعا ملموسا يفرض نفسه لتعزيز الشفافية وتقليص المدة الزمنية في معالجة الملفات. ماذا عن غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة الشرق؟ بداية انخرطت الغرفة، بشكل كامل، في إطار برنامج المغرب الرقمي، بعد ذلك في سياسة الإدارة الإلكترونية التي اعتمدتها الحكومة، والتي شكلت مساهمة نوعية من حيث المزايا، سواء بالنسبة لتنظيم الغرفة نفسها أو الشركات المنتسبة لها. وفي إطار مخطط التنمية لغرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الشرق، تم تسطير مشروع تواصلي شامل يعتمد على استعمال التكنولوجيات الجديدة للإعلام والذي شرعنا في تنفيذه لتحديث خدماتنا، وخدمة رأسمالنا البشري، وأعضائنا، ومقاولاتنا، وتحسين البيئة التجارية المحلية، والمساهمة في النمو الاقتصادي. ولا شك أن هذا المشروع، سيعزز صورة العلامة التجارية للغرفة ومكانتها كفاعل رئيسي في تعزيز المقاولة في جهة الشرق. 3 – ماذا يمكن أن تقدمه الحلول الإلكترونية من مزايا لحاملي المشاريع؟ يوفر استعمال الحلول الإلكترونية العديد من المزايا لحاملي المشاريع، وخاصة المقاولين الذين يمكنهم القيام بالإجراءات الإدارية بسرعة وبفعالية (الشهادة السلبية، إيداع العلامة التجارية وبراءة الاختراع…)، دون الحاجة إلى التنقل إلى عين المكان. وهذا يوفر لهم وقتا ثمينا للتركيز على تنمية مقاولاتهم، وخاصة وأن المجال الترابي لجهة الشرق يتسم بشساعته حيث يضم عمالة وسبعة أقاليم، ولا يتوفر سوى على مقرين للغرفة؛ رئيسي بوجدة وملحقه بالناظور. وبخصوص دراسات المشاريع، قمنا بتطوير تطبيق مساعدة خاص بالغرفة لبلورة خطط أعمال ودراسات السوق، والذي نضعه رهن إشارة حاملي المشاريع لتقديم طلباتهم لمختلف برامج التمويل المتاحة. 4 – على مستوى النجاعة، ما هي الوسائل التي وفرتها الغرفة لدعم حاملي المشاريع؟ دائما تؤكد غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة الشرق على أهمية المواكبة والتكوين والاعلام بالنسبة لحاملي المشاريع والمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة. والغرفة، التي تربطها علاقات وثيقة مع المقاولات، تضع نفسها كواجهة أساسية بين مختلف مصادر المعلومات والتكوين والقطاع الخاص. وفي هذا الصدد، قامت الغرفة بإعادة تحديد خدماتها، خاصة فيما يتعلق بتحسين خدمات الاستقبال، والسرعة في نقل المعلومات الاقتصادية (نشرة أسبوعية حول أخبار الغرفة، والأخبار الوطنية والدولية ذات الصلة لفائدة المواطنين…). وفي السياق ذاته، وقعت غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الشرق عدة اتفاقيات شراكة وتعاون مع المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية، ومغرب المقاولات، والجمعية المغربية للمصدرين، والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، بهدف دعم ومواكبة تنمية ريادة الأعمال والمقاولة على مستوى الجهة. الجانب التكويني لم يتم استثناؤه من هذه الدينامية، حيث تلتزم الغرفة بتأهيل المقاولات، والتحسين المستمر لمعارف ومهارات مواردها البشرية. ولتحقيق ذلك، يتم تنظيم دورات تكوينية في مجالات مختلفة بشراكة مع الفاعلين المؤسساتيين والخواص (مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية، ومغرب المقاولات، والجمعية المغربية للمصدرين، والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي…). وفي ما يتعلق بالتسويق الترابي للجهة، تواصل الغرفة جهودها لجذب الاستثمارات، وتسهر على توفير فرص للفاعلين الاقتصاديين بالجهة للمشاركة في حملات تحسيسية ولقاءات وبعثات تجارية سواء في المغرب أو الخارج. 5 – تعدد الفاعلين ذوي الكفاءات المتداخلة يؤثر على الإنتاجية والرضا عن الخدمة المقدمة، ما هي الإجراءات التي اتخذتموها لتشجيع المقاولة وتشغيل الشباب؟ إن تعزيز ثقافة المقاولة وتحفيز المبادرة الخاصة يشكلان مفتاح في أي سياسة تدعم ريادة الأعمال وخلق الثروة وتعزيز التشغيل. وهذا من شأنه مساعدة الشباب على تنمية القدرات المقاولاتية وفهم المبادئ الأساسية لإنشاء وتدبير المقاولة. بالنسبة للاحتضان، تقترح الغرفة مركز الأعمال واحتضان المقاولات بالناظور "BIC NADOR"، الذي يمتد على مساحة 4.178 مترا مربعا داخل المجمع الصناعي بسلوان، والذي نعتزم وضعه رهن إشارة الشباب محدثي المقاولات. ويتوفر هذا المركز، الذي يهدف إلى تسهيل إنشاء المقاولات من قبل الشباب الواعد، وتشجيع الشركات الناشئة، وتنمية روح المقاولة، على 36 مكتبا نموذجيا بمساحة 26 مترا مربعا مخصصة للتأجير بشروط تفضيلية، والاستفادة من الفضاءات والخدمات المشتركة، وقاعتان للاجتماعات، وأخريان للمؤتمرات، إلى جانب خمس ورشات إنتاجية بمساحة 240 مترا مربعا لكل واحدة . وفي إطار الدعوة إلى تقديم المشاريع التي أطلقتها الوزارة الوصية، نجحت الغرفة في التوصل إلى اتفاقية لتمويل مشروعها "حاضنة الشركات الناشئة" بوجدة، الذي سيتم قريبا إطلاق أشغال بنائه وإنجازه. وبالموازاة مع ذلك، تعتزم الغرفة إنجاز مشروع آخر يشمل 37 مستودعا مخصصة للتأجير لفائدة المنعشين في مجال التجارة الخارجية والوحدات الصناعية المتمركزة على مستوى المجمع الصناعي سلوان. يذكر أن المجمع الصناعي سلوان هو مشروع يندرج في إطار مخطط التنمية الصناعية لجهة الشرق الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه ليوم 18 مارس 2003. هذا المشروع المنجز من قبل غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الشرق في إطار شراكة مع "ميدز" فرع صندوق الإيداع والتدبير، على مساحة 72 هكتارا قابلة للتوسع إلى 142 هكتارا، بمبلغ استثماري بنحو 300 مليون درهم، مع استثمارات محفزة بقيمة 4 ملايير درهم، وخلق 12.000 منصب شغل، وبمعدل تسويق بنسبة 85 في المائة في الشطر الأول. المصدر : الدار – و م ع