اختيار مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، بالإجماع اعتماد ملف المغرب – إسبانيا – البرتغال كترشيح وحيد لاستضافة كأس العالم 2030 لكرة القدم"، يؤكد أنه " هذا القرار يمثل إشادة واعترافا بالمكانة الخاصة التي يحظى بها المغرب بين الأمم الكبرى". و يأتي تنظيم هذا العرس الكروي في المغرب في ظل النهضة الكروية التي تعرفها كرة القدم الوطنية على مختلف الأصعدة؛ خاصة بعد الإنجاز التاريخي لأسود الأطلس بالوصول إلى نصف نهائي مونديال قطر. و تضافرت عوامل عدة لتخدم الملف المغربي الذي حظي بشرف تنظيم كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا و البرتغال. هي نقاط قوة كبيرة لا تخطئها العين، توفرت لهذا الملف المشترك، عززته سمعة المغرب العالمية، دفعت أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم لكرة القدم إلى الاقتناع باحقية المملكة في استضافة هذا العرس العالمي. الى جانب الخبرة الكبيرة للمغرب في تنظيم أكبر التظاهرات الرياضية الدولية، تمتلك المملكة بنيات تحتية عالية الجودة، فضلا عن الاستقرار الذي تنعم به، كما تمكنت المملكة خلال السنوات الأخيرة من تعزيز مكانتها، كبلد لاستضافة الأحداث الرياضية العالمية الكبرى، وهو ما أكده الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" عندما اختار المغرب لاحتضان كأس العالم للأندية 2022 بعد نسختي 2013 و 2014، الشيء الذي يؤكد نجاح المملكة المغربية في تنظيم كبريات الأحداث الرياضية بفضل البنيات التحتية التي تستجيب للمعايير الدولية وتؤهلها لتنظيم أقوى المنافسات القارية والعالمية، مما جعلها نموذجا يحتذى به. الحديث عن قوة البنية التحتية للمغرب، ليس من باب الترف الفكري، بل تجسده المؤشرات الدولية و التقارير التي ترصد تقدما ملحوظا للمملكة؛ علما أن البنية التحتية عنصر ومعيار مهم في تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى. و وفقا للتقرير الأخير للمنتدى الاقتصادي العالمي، حصل المغرب على مؤشر 4.5 من أصل 7 نقاط في جودة البنية التحتية الطرقية، لتعزز المملكة مكانتها ضمن المراكز الخمسة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. على مستوى البنية التحتية للنقل الجوي، يعد مطار مراكش المنارة خامس أفضل مطار بالقارة الإفريقية، وفق التصنيف الخاص بأفضل المطارات الإفريقية ، الذي أنجزته "سكايتراكس"، وهي منظمة دولية لتصنيف النقل الجوي، فيما حل مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء في المرتبة السادسة. كما بصم المغرب على انجاز جديد، من خلال تسجيل تقدم ب6 مراكز في الترتيب العالمي لمؤشر "الجاهزية للتقنيات الرائدة"، ضمن "تقرير التقنية والابتكار، 2023′′، الصادر عن منظمة الأممالمتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد". وجاء ترتيب المغرب عالمياً في المؤشرات الفرعية ضمن المؤشر الرئيسي كالتالي: ال 73 في مؤشر "تقنية المعلومات والاتصالات"، ال 55 في مؤشر "الصناعة"، ال 53 في مؤشر "الأبحاث والتطوير"، ال 33 في مؤشر "التمويل"، وال 113 في مؤشر "المهارات". على مستوى شبكة الطرق، يتوفر المغرب على شبكة طرق سيارة يبلغ طولها حاليا 1800 كلم، كما توجد عدة محاور في طور الإنجاز أو الإعداد لإطلاق العروض في إطار توسعة هذه الشبكة أو الرفع من مستوى خدمتها استجابة للطلب المتزايد عليها. في السنوات الأخيرة، عاش المغرب نهضة رياضية على صعيد البنيات التحتية جعلته يصنف ضمن أفضل دول العالم من ناحية البنية التحتية في عالم كرة القدم. و كانت كأس العالم للأندية 2014 و2015 مثالًا للتأكيد على ذلك، حينما احتضنت ملاعب أكاديروالرباطوالدارالبيضاء مباريات النسختين وقدّمت أوراق اعتماد المغرب كإحدى الدول المتطورة رياضيًا. وبعد ثماني سنوات، أكد المغرب مجددا أحقيته في تنظيم التظاهرات الرياضية العالمية، من خلال النجاح في تنظيم كأس العالم للأندية لعام 2022. على مستوى المنجزات الرياضية، شكل الإنجاز التاريخي لأسود الأطلس بالوصول إلى نصف نهائي مونديال قطر، ملحمة أدخلت القارة الإفريقية إلى مرحلة جديدة من الأحلام و التميز؛ حيث شرف المغرب الكرة الإفريقية أكبر تشريف. إلى جانب ذلك؛ بصم المغرب على حضور عالمي كبير في الدبلوماسية الأمنية التي تخدم الرياضة عموما؛ وكرة القدم على وجه الخصوص، وذلك بفضل نجاح المملكة في تأمين التظاهرات الرياضية الكبرى، و ضمان مرورها في أجواء رياضية دون تسجيل أية أحداث شغب أو عنف؛ وهو مكسب قوي لكرة القدم الوطنية و للرياضة المغربية عموما. و يراهن المغرب على ستة ملاعب في كل من الرباطوأكادير وفاس ومراكش وطنجة، إضافة إلى الدارالبيضاء حيث سيتم بناء ملعب خارج المدينة يتسع ل93 ألف متفرج، كما تتم دراسة إضافة ملعب تطوان، فضلا عن استمرار الأشغال في المركب الرياضي مولاي عبد الله في حلته العالمية الجديدة، دون إغفال شروع المغرب خلال الأسابيع القليلة الماضية في فتح أوراش كبرى بمجموعة من ملاعب كرة القدم من أجل إعادة تأهيلها وتطويرها لتكون جاهزة لاحتضان كأس أمم إفريقيا المقبلة، و كذا التنظيم المشترك مع إسبانيا والبرتغال لتنظيم نهائيات كأس العالم 2030. و يكتسي اختيار المغرب لتنظيم كأس العالم 2030 أهمية كبيرة بالنسبة لكرة القدم الافريقية الطامحة إلى استلهام التجربة المغربية في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى. و يتطلع المغرب من خلال هذا التنظيم المشترك لأكبر تظاهرة رياضية في العالم، الذي يعد سابقة في تاريخ كرة القدم، إلى جعله عنوانا للربط بين إفريقيا وأوروبا، وبين شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه، وبين القارة الإفريقية والعالم العربي والفضاء الأورومتوسطي. كما أن هذا التنظيم المشترك لكأس العالم 2030، سيجسد أيضا أسمى معاني الالتئام حول أفضل ما لدى هذا الجانب أو ذاك، وينتصب شاهدا على تضافر جهود العبقرية والإبداع وتكامل الخبرات والإمكانات. و كان الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، قد أعلن اليوم الأربعاء، إقامة كأس العالم 2030 في المغرب وإسبانيا والبرتغال، بينما ستقام أول ثلاث مباريات في أوروغواي والأرجنتين وباراغواي للاحتفال بمئوية المسابقة. و أفاد الفيفا أن الملف المشترك من المغرب والبرتغال وإسبانيا هو الملف الوحيد لاستضافة البطولة، بينما ستكون هذه أول نسخة من كأس العالم تقام في ثلاث قارات وست دول. و أضاف الفيفا في بيان "وافق مجلس الفيفا بالإجماع على الملف الوحيد والذي يجمع المغرب والبرتغال وإسبانيا لاستضافة البطولة في 2030 وتأهل الثلاثة بطريقة مباشرة إلى النهائيات باعتبارهم أصحاب الضيافة". وتابع "إضافة إلى ذلك، ومع الأخذ في الاعتبار السياق التاريخي لأول نسخة على الإطلاق لكأس العالم وافق مجلس الفيفا بالإجماع أيضا على أن تستضيف "مونتفيديو" احتفالية استثنائية لهذه النسخة لتقام أول ثلاث مباريات على الترتيب في أوروغواي والأرجنتين وباراغواي". و كان بلاغ للديوان الملكي قد أعلن أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، يزف بفرحة كبيرة للشعب المغربي خبر اعتماد مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، بالإجماع، لملف المغرب – إسبانيا – البرتغال كترشيح وحيد لتنظيم كأس العالم 2030 لكرة القدم. و أوضح بلاغ الديوان الملكي أن هذا القرار يمثل إشادة واعترافا بالمكانة الخاصة التي يحظى بها المغرب بين الأمم الكبرى. وبهذه المناسبة، أعرب جلالة الملك عن تهانئه لمملكة إسبانيا وجمهورية البرتغال، مجددا جلالته التأكيد على التزام المملكة المغربية بالعمل، في تكامل تام، مع الهيئات المكلفة بهذا الملف في البلدان المضيفة". تجدر الإشارة إلى أن هذه أول نسخة من كأس العالم ستقام في ثلاث قارات وست دول.