على بعد ثلاثة أسابيع من الانتخابات الرئاسية في الأرجنتين جرى مساء أمس الأحد تنظيم أول مناظرة تلفزيونية بين المرشحين لكرسي الرئاسة، والتي تميزت بانقسامات حادة وتباين شديد في المقترحات ووجهات النظر بشأن تصوراتهم وبرامجهم التي ينون تنزيلها في حال الوصول إلى رئاسة البلد الجنوب أمريكي. وعلى مدى ساعتين من الزمن، خلال هذه المناظرة الإلزامية التي اختارت الغرفة الانتخابية الوطنية، وهي الهيئة المسؤولة عن الإشراف على العمليات الانتخابية في الأرجنتين، تنظيمها بأقدم مدينة في الأرجنتين، سانتياغو ديل استيرو (1100 كيلومتر شمال غرب بوينس آيرس)، قدم المرشحون الخمسة مقترحاتهم بشأن المواضيع التي تشغل بال الأرجنتينيين وهي الاقتصاد والتربية والتعليم وحقوق الإنسان والتعايش الديمقراطي. وفي مداخلته ضمن محور الاقتصاد، اعتبر المرشح الليبرالي المتطرف، خافيير ميلي الذي تصدر نتائج الانتخابات التمهيدية في 13 غشت الماضي (30 بالمائة من الأصوات) أنه يملك الوصفة التي تمكنه من "تنمية الاقتصاد وإنهاء الفقر والقضاء على التضخم" معتبرا أن البلاد وصلت إلى الحضيض بسبب "الطغمة السياسية اللعينة". واقترح مرشح "لا ليبرتاد أفانزا" "إصلاح الدولة، وخفض الإنفاق العام بشكل كبير، وتبسيط النظام الضريبي، وخوصصة الشركات الحكومية "الكارثية" وإغلاق البنك المركزي، من جهتها ردت باتريسيا بولريتش مرشحة تحالف المعارضة " جميعا من أجل التغيير" التي حلت في المركز الثاني في الانتخابات التمهيدية الأخيرة (28 بالمائة من الأصوات)، بأن ميلي يسعى لجعل الأرجنتين "ملاذا ضريبيا" عندما قال إنه يريد إلغاء البنك المركزي، متسائلة كيف يمكن القيام بدولرة الاقتصاد في وقت لا تتوفر فيه البلاد على الدولار. واتهمت بوليريتش مرشح الأغلبية، "الاتحاد من أجل الوطن" سيرخيو ماسا بكونه "إذا كان أسوأ وزير للاقتصاد فكيف سيكون رئيسا جيدا للأرجنتين". واعترف ماسا الذي منحته نتائج الانتخابات التمهيدية المركز الثالث (27 بالمائة من الأصوات) خلف ميلي وبولريتش، بأن التضخم الذي تجاوز معدل 124 بالمائة مشكلة كبيرة في الأرجنتين، مقرا بالأخطاء المرتكبة خلال ولاية ألبرتو فرنانديز، معربا عن الاعتذار للناخبين. وفي السياق، اقترح ثلاث ركائز لسياسته الاقتصادية تتمثل في إنشاء عملة رقمية أرجنتينية جديدة، وقانون جديد لغسل الأموال، وتشديد سياسة سعر الصرف. أما في الشق المرتبط بالتربية والتعليم، عدد ماسا مجموعة من الإجراءات المتخذة للرقي بالقطاع ذي الأهمية البالغة، مشيرا إلى أنه على المستوى الجامعي، اقترح توسيع نطاق التخصصات مع الحفاظ على مجانية التعليم. من جهته اتهم خافيير ميلي منافسيه بإطلاق "العبارات الرنانة" و"إعلانات النوايا"، محملا إياهم مسؤولية مشكلة التعليم في البلاد، الذي يعتزم بشأنه إحداث أنظمة دفع، وهو الأمر الذي، في رأي بولريتش، لا يمكن تطبيقه إلا في بوينوس آيريس وليس في بقية البلاد، مما سيولد "المزيد من عدم المساواة". أما المحور الأخير والمتعلق بحقوق الإنسان والتعايش الديمقراطي فقد شهد جدلا كبيرا بين المرشحين للرئاسة، حيث نفى ميلي وجود 30 ألف شخص في عداد المفقودين خلال آخر دكتاتورية عسكرية في الأرجنتين (1976-1983) المصدر : الدار – و م ع