كلمة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ في اجتماع الحوار لقادة "دول البريكس +" الرئيس سيريل رامافوزا المحترم، أيها الزملاء: أشكر الرئيس سيريل رامافوزا على تنظيم اجتماع الحوار هذا. ويسعدني أن أجتمع مع الضيوف الكرام للتباحث في القضايا الهامة المتعلقة بالتنمية العالمية. تعد التنمية ما تعتمد عليه الشعوب للوصول إلى الحياة الجميلة، كما أنها في مقدمة الأولويات للدول النامية، إضافة إلى أنها العنوان الرئيسي الأبدي للمجتمع البشري. سيجري في العام الحالي التقييم المنتصف المدة لأجندة الأممالمتحدة 2030 للتنمية المستدامة. نجد أن معظم أهداف التنمية المستدامة ينفذ ببطء حتى الآن، الأمر الذي يدعو إلى قلق. وتواجه قضية التنمية العالمية تحديات جسيمة. من المهم أن يضع المجتمع الدولي المصلحة العامة وتطلع الشعب في المقام الأول، ويدفع بعودة قضية التنمية إلى مركز الأجندة الدولية. من الضروري تعزيز تمثيل الدول النامية وأصواتها في الحوكمة العالمية، ودعم الدول النامية لتحقيق تنمية أفضل. ومن المطلوب التمسك بتعددية الأطراف الحقيقية، وبناء علاقات الشراكة التنموية العالمية، بما يهيئ بيئة دولية آمنة ومستقرة للتنمية المشتركة. أيها الزملاء! ظلت الصين تشارك الدول النامية في مستقبل واحد، وكانت ولا تزال وستظل عضوا من الدول النامية! طرحتُ مبادرة التنمية العالمية بهدف تركيز الجهود العالمية على التنمية، وتقديم قوة دافعة لتنفيذ أجندة التنمية المستدامة. في العام الماضي، استضافت الصين الدورة الأولى لاجتماع الحوار الرفيع المستوى للتنمية العالمية، وطرحت سلسلة من إجراءات التعاون التنموي التي حققت تقدما مرضيا. — نتمسك بإعطاء الأولوية للتنمية وقمنا بحشد مزيد من الموارد. قد أنشأ الجانب الصيني صندوق التنمية العالمية والتعاون بين الجنوب والجنوب بقيمة قدرها 4 مليارات دولار أمريكي، وستخصص المؤسسات المالية الصينية 10 مليارات دولار أمريكي في الوقت القريب لتنفيذ مبادرة التنمية العالمية. — نتمسك بالتركيز على العمل وعملنا على تعميق التعاون العملي. تم إطلاق وإنجاز أكثر من 200 مشروع تعاون، من آسيا إلى إفريقيا، ومن الدول الجزرية في المحيط الهادئ إلى ساحل البحر الكاريبي، مع التوسع المستمر لآليات التعاون في مجالات الحد من الفقر والتعليم والصحة وغيرها. — نتمسك بالتنمية المدفوعة بالابتكار وعززنا قوة دافعة للتنمية. تتمحور مبادرة التنمية العالمية حول التنمية الخضراء والتصنيع الجديد والاقتصاد الرقمي وغيرها من المجالات ذات الأولوية، وتدعم بناء الشراكة للثورة الصناعية الجديدة، بما يسهم في التنمية العالية الجودة. — نتمسك بتجاوز الصعوبات العابرة بالجهود الجماعية وعززنا الصلابة التنموية. إن الأمن للغذاء والطاقة يتعلق باقتصاد البلاد ومعيشة الشعب. أطلقنا الصندوق الائتماني لتعاون الجنوب – الجنوب بين الصين ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، ونفذنا العملية الخاصة بشأن تعزيز إنتاج الغذاء، وقدمنا مساعدات الغذاء وقمنا بتقاسم معارف التقنيات الزراعية مع عديد من الدول. كما أطلقنا علاقات الشراكة العالمية للطاقة النظيفة، بما يسهم في تحقيق أمن الطاقة. تعتبر الصين صديقا موثوقا به لإفريقيا، إذ أنها قدمت مساعدات إنمائية كثيرة لإفريقيا خلال العقد الماضي، حيث شاركت في بناء ما يزيد عن 6000 كيلومتر من السكك الحديدية وما يزيد عن 6000 كيلومتر من الطرق العامة وأكثر من 80 منشأة كهربائية كبيرة. في المرحلة القادمة، ستجري الصين مزيدا من التعاون مع الدول الإفريقية، وتدعم إفريقيا لتعزيز قدرتها على التنمية الذاتية، بما في ذلك تقديم منتجات البيانات المتكاملة للخرائط الساتلية، وتنفيذ برنامج شركاء التعاون ل"الجمارك الذكية"، وتنفيذ عملية "مساهمة مبادرة التنمية العالمية في مستقبل إفريقيا" بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة، بما يدعم إفريقيا لتحقيق التنمية المستدامة. أيها الزملاء، "إن حشد القوة والذكاء من الجميع يؤدي إلى النصر". لنرسخ الثقة ونعمل يدا بيد وبروح الفريق الواحد على إقامة مجتمع التنمية المشتركة، دون ترك أي دولة خلف الركب في عملية التحديث العالمية! شكرا لكم!