قبيل إجراء الانتخابات العامة في إسبانيا في 23 يوليوز الجاري، تتجه الأنظار إلى ما ان كانت نتائجها ستسفر عن صعود أحزاب اليمين المتطرف على غرار ما هو عليه الأمر في عدد من الدول الأوروبية. وتشير استطلاعات الرأي، إلى أن الحزب "الشعبي"، وهو حزب سياسي يميني، سيأتي في صدارة الانتخابات العامة المقبلة، مع حصول حزب "فوكس" أيضاً على تأييد متزايد، وسط تراجع لحزب "العمال الاشتراكي". وقبل الانتخابات الإسبانية المبكرة التي دعا إليها رئيس الوزراء، بيدرو سانشيز، شهدت عدة دول أوربية صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة؛ حيث بدت مؤشراتها في تقدم اليمين المتطرف في نتائج انتخابات مختلفة (رئاسية، برلمانية، محلية)، إلى حد تشكيل أول حكومة إيطالية يمينية متطرفة في شتنبر، كما شارك اليمين أيضاً إما في دعم حكومات مثل السويد، أو اشترك في حكومات مثل فنلندا، بخلاف استمرار حكومات أخرى يمينية تخطى وجودها عقداً من الزمان مثل حالة فيكتور أوربان في المجر، أو تقترب من العقد مثل حزب العدالة والقانون في بولندا. و بغض النظر عن ملف "الهجرة" الذي يشكل أحد أبرز الملفات التي تعتمد عليها أحزاب اليمين المتطرف في خطها السياسي و الانتخابي، يبدو أن موجات صعود اليمين المتطرف في أوروبا مستمرة، و صارت لا تتوقف على الحالة الاقتصادية أو وجود وباء أو حرب، او تزايد موجات هجرة، بل يرتبط صعود هذه الأحزاب بالحنين للقومية والبطولات التاريخية والاعتزاز بالقيم الثقافية التقليدية. و ان كانت من فئات ستتأثر بصعود أحزاب اليمين المتطرف فهي "اللاجئون"، و "المهاجرون"؛ الذين سيضيق عليهم الخناق بشكل حاد، بالنظر إلى كون ملف الهجرة أحد اهم الملفات التي تعتمد عليها هذه الأحزاب في دعاياتها و خطاباتها.