أعربت المملكة المغربية وجمهورية الرأس الأخضر، اليوم الثلاثاء، عن إرادتهما للارتقاء بعلاقات الشراكة الثنائية إلى مستوى يجعلها نموذجا للتعاون الإفريقي كما ارتضاه جلالة الملك محمد السادس. ففي بيان مشترك صدر عقب انعقاد الدورة الثانية للجنة المختلطة الكبرى للتعاون بين المملكة المغربية وجمهورية الرأس الأخضر، ترأسها وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون والاندماج الإقليمي بجمهورية الرأس الأخضر، روي ألبرتو دي فيغيريدو سواريس، جدد الطرفان تأكيدهما على الإرادة المشتركة في تطوير شراكة طموحة بين القطاعين العام والخاص تعود بالنفع على الجانبين، من شأنها أن تشكل نموذجا للتعاون جنوب – جنوب في إفريقيا. ونوه الوزيران، خلال لقائهما، بأواصر الصداقة والتضامن العميقة والمتميزة بين البلدين، كما أشادا بمشاعر التقدير والاحترام التي تميز العلاقة بين جلالة الملك محمد السادس، وشقيقه فخامة الرئيس خوسيه ماريا بيريرا نيفيس، رئيس جمهورية الرأس الأخضر. وفي هذا الصدد، ذكر السيد بوريطة بالزخم الذي ولدته زيارة السيد روي ألبرتو دي فيغيريدو سواريس إلى الرباطوالداخلة، في غشت 2022، معربا عن استعداد المغرب الكامل لمواصلة العمل على توفير دفعة متجددة لهذا الزخم من التعاون والتضامن. وأوضح المصدر ذاته أن الطرفين استعرضا كذلك تطور التعاون المثمر بين البلدين في عدة مجالات وكذلك إمكانية تنويعه وتوسيعه من خلال تعزيز القطاعات الواعدة مثل السياحة والتدريب والخدمات المالية والصيد البحري، وإدارة واستغلال الموانئ، وقطاعات أخرى، التي تشكل المحاور الاستراتيجية للمخطط الاستراتيجي للتنمية المستدامة 2022-2026، وذلك وفقا لتوجيهات السلطات العليا في البلدين. كما جددا التأكيد على اهتمام قائدي البلدين بتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين، في إطار استراتيجية شراكة جديدة. وفي هذا السياق، أعرب السيد ناصر بوريطة عن استعداد المملكة للمساهمة في جهود التنمية السوسيو-اقتصادية في جمهورية الرأس الأخضر، لا سيما في القطاعات ذات الأولوية مثل السياحة والصيد البحري والصحة والفلاحة والتكوين المهني والطاقات. كما أشاد الطرفان بعقد منتدى الأعمال والاستثمار، على هامش هذه اللجنة، والذي تم تنظيمه بشكل مشترك بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات و نظيريهما بالرأس الأخضر، وذلك بهدف تعزيز المبادلات بين البلدين وخلق شراكات رابح – رابح في القطاعات ذات الاهتمام المشترك. وشدد الطرفان على ضرورة إحداث مجلس للأعمال بين المغرب والرأس الأخضر والاستفادة من الآفاق الاقتصادية الواعدة المرتبطة بالحضور القنصلي لجمهورية الرأس الأخضر بمدينة الداخلة، الذي من شأنه أن يصبح قطبا للتميز في مجال الاندماج الاقتصادي الإقليمي الإفريقي. وخلص البيان المشترك ذاته إلى أن الطرفين اتفقا على عقد الدورة الثالثة للجنة الكبرى المختلطة للتعاون بين المغرب والرأس الأخضر في مدينة برايا، وذلك في موعد يتم تحديده بالاتفاق المتبادل عبر القنوات الدبلوماسية. المصدر: الدار و م ع