أكدت الأسبوعية الفرنسية "جون أفريك" أن المغرب، الذي يعاديه النظام العسكري الجزائري بسبب النزاع المصطنع حول مغربية الصحراء، يتمتع بسمعة طيبة للغاية، واختار في عهد جلالة الملك محمد السادس، الرياضة ل"لابراز صورته وزيادة نفوذه وريادته"، كما يشير الى ذلك "جان بابتيست جيجان"، في كتابه الموسوم بعنوان : "الجغرافيا السياسية للرياضة: تفسير آخر للعالم". https://www.jeuneafrique.com/1412350/culture/le-maroc-un-modele-africain-de-diplomatie-sportive/ وأوضحت "جون أفريك" في مقال مطول تحت عنوان " المغرب نموذج افريقي للدبلوماسية الرياضية"، أن "جان بابتيست جيجان"، وهو مدرس ومستشار في الجغرافيا السياسية، يعتبر المملكة المغربية أفضل مثال أفريقي في مجال الدبلوماسية الرياضية"، مبرزة أن " الباحث يشير في كتابه إلى أن المغرب نشط بشكل خاص في مجال كرة القدم، وهي الرياضة الأكثر شعبية في إفريقيا". وأبرزت الأسبوعية الفرنسية أن جان بابتيست جيجان يعتبر في كتابه المذكورة أن "المغرب لديه صورة بلد سياحي مستقر و آمن، ويمتلك أفكار ولا يريد أن يكتفي بالتأثير في شمال إفريقيا، بل يريد أن يكون مؤثرا في القارة بأكملها". لذلك، تضيف أسبوعية "جون أفريك"، قام المغرب بتكييف استراتيجيته بحسب امكانياته المالية بغية التأثير على الصعيد الافريقي في مجال الدبلوماسية الرياضية"، مبرزة أن ميزانية وزارة الرياضة بالمغرب بلغت سنة 2022، 180 مليون أورو ، خصص جزء منها للدبلوماسية الرياضية". وتابعت الأسبوعية الفرنسية في هذا الصدد بأن " الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي يترأسها فوزي لقجع، تستحوذ على 85٪ من الميزانية الإجمالية المخصصة لوزارة الرياضة، أي (77 مليون يورو)، كما أقامت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، علاقات مع 44 اتحاداً في إفريقيا جنوب الصحراء في مجالات مختلفة، إدارية، و رياضية، وغيرها. وسجلت ذات الأسبوعية أن هذه السياسة، التي بدأ المغرب نهجها في 2014، تسمح للمغرب بالتأثير في مؤسسة مثل الاتحاد الافريقي لكرة القدم "الكاف"، خاصة عند منح تنظيم المسابقات المختلفة، كما يراهن المغرب على جودة بنيته التحتية، من ملاعب وفنادق، ومواصلات، لتعزيز مكانته كفاعل رئيسي في القارة الافريقية، مؤكدة أن " المغرب استثمر، أيضا في رياضات أخرى مثل كرة اليد أو كرة السلة، التي لا تصل الى شعبية تضاهي كرة القدم، كجزء من هذه الإستراتيجية الشمولية". وأوردت أسبوعية "جون أفريك" أن " المملكة المغربية لم تقتصر نشاطها على بيئتها القريبة، بل تريد أن تكون مؤثرة في إفريقيا والعالم العربي، وليس هناك أي مانع للوصول الى هذا المبتغى، مادام المغرب قد نظم بدولة الأمم الافريقية في عام 2018، وكأس إفريقيا للأمم للسيدات في عام 2022، وستستضيف بطولة عام 2024، كما أنه يهدف أيضًا إلى تنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية للرجال لعام 2025، وكأس العالم لسنة 2030 بشكل مشترك مع اسبانيا والبرتغال. واعتبر ذات المصدر أن المغرب قدم ملفا قويا لتنظيم كأس العالم لسنة 2026، ونافس التنظيم الثلاثي بين الولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك، لكن خصومه، الذين فازوا بأغلبية كبيرة من الأصوات الأفريقية والدعم الخفي من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، جياني إنفانتينو، كانوا أقوياء للغاية، مشيرة الى أن " عدم فوز المغرب بتنظيم مونديال 2026، ليس "هزيمة للمغرب"، لأنه أثبت بالفعل أنه قادر على التنافس مع ثلاث دول أكثر ثراءً منه، وقدم ملفا قوية. وخلصت أسبوعية "جون أفريك" الى أن " تنظيم الأحداث الرياضية والترويج للرياضيين، أضحى "ضرورة" للبلدان الراغبة في تحسين صورتها، وكسب التأثير على الساحة الدبلوماسية"، مشددة على أن " المغرب قد تفوق في كل ذلك".