جرى، مؤخرا، تسليط الضوء بروما على التموقع الاستراتيجي للمملكة والتزامها بجميع الديناميكيات التي يشهدها الفضاء المتوسطي، وذلك بحضور ثلة من الشخصيات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية. وخلال لقاء حول موضوع "المغرب في الفضاء المتوسطي"، أكد سفير المملكة بإيطاليا، يوسف بلا، أن المغرب "ما فتأ يعزز جذوره المتوسطية، من خلال تموقعه كجسر بين أوروبا وإفريقيا من جهة، وبين الشرق والغرب، من جهة أخرى". وأشار السفير إلى أن الإمكانات الجيوستراتيجية للمملكة، وكذلك الإصلاحات التي تم إجراؤها ونوعية البنى التحتية ترتقي بالبلاد إلى مستوى عال في سلاسل القيمة العالمية، مضيفا أن "المغرب عمل دائما من أجل ظهور بروز فضاء متوسطي مستقر ومزدهر لصالح الجميع". أكد الدبلوماسي أن التعاون الأورومتوسطي لا يساهم فقط في التنمية السوسيو-اقتصادية، ولكن أيضا في تعزيز القيم المشتركة وتهيئة ظروف الاستقرار للمنطقة المتوسطية بأكملها، مشيرا إلى أن الشراكة الإقليمية القوية يمكن أن تشكل رافعة مهمة لتنمية العلاقات الأوروبية-العربية، والأوروبية-الإفريقية. وفيما يتعلق بالتعاون الأمني، قال السيد بلا إن المغرب، الذي يصدر خبرته التقنية في مكافحة الإرهاب، كان دائما محاورا موثوقا، وفاعلا نشطا، وشريكا موثوقا به في القضاء على التهديدات في بيئته المباشرة، لاسيما في الفضاء المتوسطي ، مسلطا الضوء على المقاربة المغربية الشاملة لمحاربة الإرهاب الذي يجمع بين تدابير اليقظة والتعاون الإقليمي والدولي والسياسات لمكافحة التطرف. وأضاف أن المغرب يواصل المساهمة بشكل كبير في الإدارة الإقليمية لقضية الهجرة، كما يضطلع بدور رائد في العديد من الحوارات المتوسطية، التي تهدف إلى زيادة تعزيز أطر الشراكة القائمة، لاسيما الاتحاد من أجل المتوسط، ومجموعة 5+5، وقمة الضفتين. علاوة على ذلك، قامت المملكة، في ظل القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ببناء مؤسسات حديثة وديموقراطية مكرسة في دستور 2011، لتصبح بذلك "نموذجا للاستقرار المؤسساتي والسياسي المعترف به على الصعيد الدولي من قبل جميع شركائها السياسيين والاقتصاديين"، وفقا للسيد بلا. وأشار الدبلوماسي إلى أنه في الجانب الاقتصادي، اضطلع المغرب بدور رئيسي في إقامة منطقة تجارة حرة بين بعض دول جنوب المتوسط ، والتي تجسدت بتوقيع اتفاقية أكادير في العام 2004، موضحا أن الهدف من هذه المنطقة هو زيادة التكامل الاقتصادي بين الدول الأعضاء وتكثيف التجارة من خلال تحسين القدرة التنافسية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز قدرة العرض. وتابع بالقول إن هذا الإطار يهدف إلى جذب الاستثمار الأجنبي المباشر في الدول الأعضاء وإزالة الحواجز التجارية والعقبات التي تحول دون التكامل، مشيرا إلى أن المغرب يعمل منذ عدة سنوات على تحرير اقتصاده بهدف تبسيط المساطر المتعلقة بالاستثمار، علاوة على توفره على إطار تشريعي ملائم. وأضاف أنه تم أيضا تحديث الترسانة القانونية من أجل مواءمة وتبسيط القواعد الضريبية ورفعها إلى أفضل المعايير الدولية من خلال تقليل العبء الضريبي على المقاولات الصغيرة جدا، والمقاولات الصغرى والمتوسطة. وفيما يتعلق بالقطاع الثقافي، أشار إلى أن المملكة لا تدخر جهدا في تعزيز التشبيك بين منظمات المجتمع المدني الأورو-متوسطية وتعزيز الحوار بين الثقافات، مشيرا إلى أن المغرب شغل منصب رئيس مؤسسة آنا ليند الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات، في شخص مستشار صاحب الجلالة السيد أندري أزولاي. وعلى صعيد الطاقة، أشار السفير إلى أن المملكة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تحتل موقع الصدارة في مجال التحول الطاقي في المنطقة، من خلال استراتيجية تعتمد على الطاقات المتجددة وتطوير النجاعة الطاقية. وذكر السيد بلا أن المغرب اختار أيضا استكشاف المزيد من الآفاق الواعدة التي توفرها القدرة التنافسية المتزايدة للهيدروجين الأخضر، من أجل التموقع ضمن نادي البلدان ذات الإمكانات العالية في هذا القطاع الواعد، مسلطا الضوء على التوجيهات الملكية السامية من أجل تطوير عرض تشغيلي وتحفيزي في المغرب، بأسرع ما يمكن، يغطي سلسلة القيمة الكاملة للقطاع. وتميزت هذه الندوة، التي بادر إليها نادي روتاري، بمشاركة خبراء وسياسيين واقتصاديين وشخصيات من النسيج الجمعوي والثقافي الناشط في الفضاء المتوسطي. المصدر: الدار-وم ع