يعيش قطاع التعليم العالي بالمغرب أوضاعا مقلقة، بسبب ضعف الموارد المرصودة للبحث العلمي وغياب التنسيق وتراجع الدور المجتمعي للجامعة، وهي المعطيات التي كشف عنها وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، خلال انعقاد الدورة الأولى من الولاية الثانية للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي. وفي هذا الصدد، شرح عبد الحق حيسان ، الكاتب العام للنقابة الوطنية لموظفي التعليم العالي والأحياء الجامعية، التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، في تصريح لموقع "الدار" أنه بالإضافة إلى المعطيات التي أدلى بها وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، هناك عدة إكراهات تعترض تطوير الجامعات المغربية ، من ضمنها غياب إصلاح شمولي للتعليم يبدأ من قطاع التربية الوطنية ، فضلا عن توفير ظروف التحصيل للطلبة الملتحقين بالجامعات وخاصة طلبة العلوم الذين لا يستفيدون من التجارب والدروس التطبيقية بسبب مشكل الإكتظاظ. وأوضح المتحدث، أنه للنهوض بالتعليم العالي يجب على المعنيين الاهتمام بالوضعية المادية للطاقم الإداري والتربوي ، والرفع من الميزانية المخصصة للبحث العلمي التي لا تتجاوز 0.9 حسب قوله. وطالب حيسان ، بضرورة الرفع من عدد الجامعات على الصعيد الوطني ، حيث أوضح أنهم سبق وقدموا مقترحا للوزارة الوصية بأهمية الرفع من عدد البنيات التحتية الجامعية بالنظر لأعداد الطلبة التي تلتحق سنويا بالجامعات ، وذلك من خلال توفر كل مدينة على جامعة على الأقل . وتأسف الكاتب العام على أن الدولة تقوم سنويا بصرف مبالغ مالية على الطلبة ولكن في نهاية المطاف يلتحق هؤلاء الطلبة بمؤسسات خارج البلاد من أجل الاشتغال ، لقلة فرص العمل داخل بلدهم وقلة فضاءات البحث العلمي . وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، قد أوضح خلال انعقاد الدورة الأولى من الولاية الثانية للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أن المغرب يتوفر على متوسط مدرس واحد لما يقرب من 120 طالبا في مؤسسات الاستقطاب المفتوح. وفي مجال البحث العلمي، أكد الوزير ضعف الموارد المرصودة وغياب التنسيق، حيث يضم المغرب سوى 1708 باحثين ضمن كل مليون نسمة، وهو رقم يبقى ضعيفا مقارنة بدول أخرى. الجدير بالذكر أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار، عبد اللطيف ميراوي، سبق وأكد أن العدد الإجمالي للطلبة برسم السنة الجامعية 2022-2023، يناهز مليون و 238 ألف طالب، أي بزائد 5,97 في المائة مقارنة بالسنة الماضية، مسجلا ا ارتفاع الطاقة الاستيعابية الجامعية بحوالي 20 ألف مقعد جديد خلال السنة الجامعية الحالية، والذي يعزى بالأساس لمشاريع توسعة المؤسسات الحالية في العديد من الجامعات.