معطيات مثيرة تلك التي كشف عنها عرض لوزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، متحدثا عما أسماه "ضعف في الأداء والنجاعة"، و"بحث علمي يعاني من ضعف الموارد المرصودة وغياب التنسيق"، و"تراجع الدور المجتمعي للجامعة". العرض الذي تم تقديمه خلال انعقاد الدورة الأولى من الولاية الثانية للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، تحدث عن "معدل مقلق للهدر الجامعي"، مشيرا إلى أن 50 في المائة من الشباب يغادرون الجامعة دون الحصول على دبلوم، ورصد "ارتفاع معدل بطالة خريجي التعليم العالي لتصل إلى 18.7 في المائة بالنسبة للمؤسسات ذات الولوج المفتوح و8.5 في المائة النسبة للمؤسسات ذات الولوج المحدود"، ناهيك عن "الافتقار إلى المهارات اللغوية والأفقية والرقمية للخريجين، مما يشكل عائقا أمام إدماجهم في سوق الشغل". وتحدث العرض عما أسماه "معدل التأطير البيداغوجي دون المعايير الدولية"، إذ تتوفر البلاد على متوسط مدرس واحد لما يقرب من 120 طالبا في مؤسسات الاستقطاب المفتوح، مقارنة ب 25 في تركيا، 45 في النسبة للهند، 15 لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، "مع احتمال تفاقم هذا الوضع بعد الإحالة على التقاعد للأساتذة الباحثين على المدى القصير والمتوسط (2382 أستاذا باحثا بحلول عام 2026)"، تؤكد الوثيقة ذاتها. وفي ما يرتبط بمجال البحث العلمي، رصد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار "ضعف الموارد المرصودة وغياب التنسيق"، ناهيك عن كون البلاد لا تضم سوى 1708 باحثين ضمن كل مليون نسمة، وهو رقم يبقى ضعيفا مقارنة بالبرازيل التي تتوفر على 2916 باحثا لكل مليون نسمة، أو حتى بلدان مجاورة من قبيل تونس التي تتوفر على 1772 أستاذا باحثا لكل مليون نسمة. ووقف أيضا على "تراجع الدور المجتمعي للجامعة"، مشيرا إلى "تنامي بعض السلوكيات التي تتعارض مع الأخلاقيات ومبادئ الشفافية وتكافؤ الفرص، في سياق يتسم بضعف مشاركة الطلبة في العمل الاجتماعي والأنشطة المكرسة لروح المواطنة". وأكد العرض كذلك "التحولات الهيكلية المتسارعة للسياق الدولي"، موردا أن الأمر "يتطلب قدرات عالية من حيث استباق التحولات والتأقلم معها: الرقمنة، الابتكارات البيداغوجية، الاندماج في الشبكات الدولية للبحث والابتكار..."، مشيرا إلى أنها "رهانات تؤكد الطابع الاستعجالي لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار".