عاشق لخوض المغامرات الواحدة تلوى الأخرى، شغوف بالانتصارات، "أسلحة" شحذها المدرب وليد الركراكي، في وجه خصومه، وهو يقود كتيبة "أسود الأطلس" بمونديال قطر الى ربع نهائي في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الكرة المغربية والعربية. "رأس لافوكا" كما يحلو للجماهير المغربية أن تلقبه، ضخ دماء جديدة في شريان المنتخب الوطني المغربي، مسلحا بطاقة إيجابية ملؤها التفاؤل والعزيمة والإصرار، ليعطي الدرس للجميع بأن الأحلام والطموحات لا حدود لها، و أن تحقيق الأهداف مهما صعبت يبتدئ من الأحلام، وهو ما حرص وليد الركراكي على تأكيده في جميع خرجاته الإعلامية منذ تسلمه مسؤولية تدريب المنتخب المغربي. جاء وليد الركراكي، كمدرب طوارئ قبل مونديال قطر2022، فجعل العالم في حالة طوارئ، وأرهب كبار المنتخبات العالمية التي أصبحت تحسب ألف حساب ل"أسود الأطلس"، وآخرها المنتخب الاسباني، الذي أقصي من المونديال بضربات ترجيح تألق فيها الحارس، ياسين بونو. تولى الراكراكي مهمة تدريب المغرب قبل شهرين فقط من انطلاق المونديال، لكنه كان قدراً على صنع المعجزات مع أسود الأطلسي، وارتفعت معه آمال العرب مباراة تلو لأخرى. الركراكي الذي لم يعرف الهزيمة منذ تولي مسؤولية المغرب، أسقط العديد من المدارس التدريبية صاحبة التاريخ الكبير في عالم الساحرة المستديرة والأسماء الرنانة، كان آخره، لويس إنريكي مدرب المنتخب الإسباني. على ستاد المدينة التعليمية بقطر، كان اللقاء الذي جذب عشاق الساحرة المستديرة من المحيط إلى الخليج، ليتوحدوا جميعاً خلف علم واحد، وعلى قلب واحد يدعمون المنتخب المغربي في دور ال 16 بكأس العالم أمام الماتادور الإسباني، ولم يخذلهم أسود الأطلسي كعادتهم على مر التاريخ. تخطى المنتخب المغربي بقيادة مدربه الوطني وليد الراكراكي نظيره الإسباني ليتأهل إلى أسود الأطلسي للمرة الأولى في تاريخهم وتاريخ العرب إلى ربع نهائي كأس العالم، في إنجاز كبير، من خلال تحقيق فوز تاريخي بركلات الجزاء الترجيحية بنتيجة 30، بعد انتهاء المباراة والأشواط الإضافية بالتعادل السلبي. لم يكن مهما لوليد الراكراكي، تحقيق الأرقام القياسية فقط، بل كان الأهم من تحقيقها، هو إثبات أن كل ما يمكن توقعه يمكن تحقيقه في عالم الساحرة المستديرة، والتي لا تعترف بالأسماء، ولكن بالجهد والعطاء على البساط الأخضر، ليضرب أسود الأطلسي موعداً للتاريخ في ربع النهائي مع منتخب البرتغال، يوم السبت المقبل على ملعب الثمامة أمام البرتغال. عن سن 47 سنة، قاد وليد الركراكي، الذي سبق أن لعب في مركز الدفاع رفقة "أسود الأطلس" في كأس أمم افريقيا 2004 بتونس، المنتخب الوطني المغربي لصدارة مجموعتهم ب 7 نقاط. خلال مسيرته التدريبية مع الأندية والمغرب، قاد : 221 مباراة، و فاز في 108 مباراة، وتعادل في 62 مباراة، وخسر 51 مباراة. على مستوى التدريب، حصد وليد الركراكي 5 ألقاب بواقع ( دوري أبطال أفريقيا والدوري المغرب مع الوداد الكأس والدوري المغربي مع اتحاد الفتح الرباطي الدوري القطري مع الدحيل(، كما قاد المغرب في 7 مباريات، و فاز في 4 مباريات، وتعادل في 3 مباريات، و لم يعرف معنى الهزيمة سجل المنتخب الوطني المغربي رفقة وليد الركراكي، 9 أهداف، واستقبل هدفاً وحيداً، ليعتبر أول مدرب عربي يتأهل لربع نهائي المونديال.